دفع العدوان الإسرائيلي على جنين شمال الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، عائلة المواطن جمال محمود لحلوح إلى ترك منزلها الواقع في المخيم واللجوء لأطراف المدينة.

وتحت وطأة القصف الإسرائيلي اتخذت العائلة من ساحة "مشفى ابن سينا" الحكومي ملجأ إليها وسط حالة من القلق والخوف على منزلها.

وذكرت نجوى لحلحوح أنه بعد وصول العائلة إلى مشفى "ابن سينا" وفي ساعات الليل تلقت اتصالًا هاتفيًا من أحد الجيران يبلغهم بتعرّض المنزل لقصف إسرائيلي.

وقالت ربة المنزل إنه في بداية الأمر لم نصدق المعلومة، لكون الأمور غير هادئة والمعلومات "متضاربة".

وأضافت أنه في اليوم التالي لانتهاء العدوان، عدنا للمنزل على وجه السرعة لتفقد الأضرار "وما إن وصلنا وقمنا بفتح البوابة الرئيسة وجدنا المنزل تحول لرماد من جراء الحريق الذي اشتعل في المنزل بفعل قذيفة إسرائيلية".

اقرأ أيضاً: تقرير "فاروق سلامة".. العريس الشهيد الذي تحنَّى بدمه

"نسيت حجم الكارثة ولم يعنيني في ذلك الوقت سوى الغرفة التي كنت قد خصصتها لوضع الأدوات المنزلية والكهربائية وقطع الأثاث التي جهزتها الأيام الماضية قبل نقلها لمنزل نجلي محمود" والكلام للوالدة.

وتابعت: "وهنا كانت الصدمة.. لقد تسبب العدوان الإسرائيلي بحرق أثاث العريس"، مشيرة إلى أن حفل زفاف نجلها كان مقررًا بتاريخ 17 يوليو الجاري. 

ووصفت تلك اللحظات: "لقد تحول الفرح إلى كابوس .. لقد تحوّل الأثاث إلى ركام ورماد".

وقدرت لحلوح خسائر منزلها بنحو 5 آلاف دولار من جراء العدوان الإسرائيلي. 

ولم تقتصر خسائر العائلة على المذكورة سابقًا بل تعرض مبلغ مالي يزيد عن 7000 شيقل وشيكات مالية للحرق كان قد وفرها الزوج في الأشهر الأخيرة.

وبالرغم من كل ما حصل وعظم الكارثة، ختمت والدة العريس: "أموالنا وكل ما نملك فداء للمخيم والمقاومة وشبابها" مؤكدة أنه بالرغم من القصف والعدوان سنفرح وسنقيم حفل الزفاف في موعده.

وشهد مخيم جنين عدوانًا إسرائيليًا، في الثالث والرابع من الشهر الجاري، أدى لاستشهاد 12 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، وتدمير كبير في البنية التحتية وحرق وهدم عشرات المنازل، في حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي إسرائيلي في الاشتباكات مع مقاومين فلسطينيين.

وبحسب وزارة الأشغال في رام الله فإن جيش الاحتلال دمّر 800 منزل في مخيم جنين، وقُدرت الخسائر الاقتصادية الأولية بمختلف القطاعات ما لا يقل عن 40 مليون دولار.