فلسطين أون لاين

الشهيد "الغول".. شاب يافع امتهن هندسة العبوات الناسفة في جنين

...
الشهيد علي الغول
جنين- غزة/ أدهم الشريف:

يبدي هاني الغول (62 عامًا) فخره الشديد بنجله "علي" الذي استشهد خلال تصديه لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية قبل أيام.

وفي نفس الوقت لا تكف والدته أماني الغول (49 عامًا) عن الدعاء لنجلها، ودائمًا ما تتفقد لساعات طويلة صوره وملابسه وتحتفظ بذكريات جميلة قضتها معه.

وأعادت حادثة استشهاد علي الغول إلى أذهان والديه وأفراد عائلته حادثة استشهاد شقيقه الذي يحمل نفس الاسم عام 2004 عندما كان عمره 14 عامًا.

والشهيد الغول من سكان مخيم جنين ينتمي لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ورغم أنّ عمره لم يتجاوز بعد (17 عامًا)، إلا أنه شارك في سلسلة أعمال مقاومة، وكان له دور بارز في تطوير أساليب وطرق التصدي لاقتحامات الجيش.

والأهم من هذا كله أنه حافظ على سرية عمله حتى أنّ والده لم يكن يعلم عنه شيئًا.

"أخبرني أصدقاؤه ورفاق دربه أنه كان مهندس العبوات الناسفة في جنين.." قال والد الشهيد عن نجله علي، وبدا الفخر في نبرات صوته واضحًا.

اقرأ أيضًا: شقيق الشهيد الغول: الاغتيال لن يوقف مقاومة الضفة

وكان جيش الاحتلال نفّذ عدوانًا عسكريًّا موسعًا على جنين بدأ يوم 3 يوليو/ تموز الحالي واستمر 48 ساعة، بهدف معلن مسبقًا يتمثّل بالقضاء على عناصر المقاومة والذين ترى فيهم (إسرائيل) أنهم يُشكّلون خطرًا على أمنها.

وتعرّضت قوات الجيش خلال الاقتحام لمقاومة عنيفة تخللها تفجير عبوات ناسفة بعدد من الآليات العسكرية.

وبيَّن والد الشهيد لـ"فلسطين" أنّ نجله شارك في تفجير آليّتيْن لجيش الاحتلال خلال العدوان على جنين من بينها آلية "النمر" وهي ناقلة جند مُصفّحة.

وأكمل: أنّ علي وبعد أن نجح في استهداف آليات الاحتلال بالعبوات حاول الانسحاب إلى مكان تحصُّن عناصر المقاومة لكنّ طائرات الاحتلال استهدفته بغارة جوية على الأقل ما أدّى إلى استشهاده.

وتابع: إنّ نجله "عمل على صناعة العبوات وعلّم مقاومين آخرين على طريقة صُنعها أيضًا ونقلها بحقيبته إلى مدينة نابلس" حيث تتواجد هناك مجموعات المقاومة ومنها عرين الأسود.

ولتفادي عبوات المقاومة في جنين لجأ جيش الاحتلال وعبر آلياته العسكرية وجرافاته إلى تدمير عشرات البيوت في إطار 9 كيلومتر مربع، ونتج عن ذلك تدمير أنابيب الشرب والصرف الصحي، وفق ما تُوثّقه تقارير محلية ودولية اعتبرت العدوان العسكري على جنين "مؤلمًا وانتهاك للقانون الدولي".

أما والدة الشهيد الغول فهي لا زالت تعيش لحظات مريرة من الفقد والحرمان بعد استشهاد ابنها، لكنها تحتفظ بذكريات جميلة لا زالت تذكرها جيدًا.

وأضافت لـ"فلسطين": أنّ علي كان دائمًا يعود إلى المنزل بملابس مليئة بالغبار، دون أن نعرف أنه كان يعمل في تصنيع العبوات.

وتابعت: عندما اكتشفت أنه يعمل مع عناصر المقاومة طلب مني ألا أخبر والده وأصرّ على ذلك، وكان دائم الحديث عن الشهادة ويتمناها.

أما عن سبب ذلك، فقد خشي أن يمنعه والده من مواصلة عمله المقاوم ضد الاحتلال ومشاركته في صنع العبوات، خاصة أنه فقد أحد أبنائه بنيران جيش الاحتلال خلال اقتحام جنين في 2004.

والشهيد الذي قضى في القصف الإسرائيلي أسماه والداه بهذا الاسم تيمنًا بشقيقه الشهيد علي الغول، والذي كان أحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى عندما استُشهد في اشتباك مسلح.