حتى كتابة هذه السطور _عصر الثلاثاء_ ما تزال الحملة العسكرية الإسرائيلية مستمرة على مدينة جنين ومخيمها، المقاومة في جنين أثخنت في العدو بالرغم من تكتمه على الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها، الضفة الغربية بدأت بالرد على الجريمة الإسرائيلية بالتحرك الجماهيري في غالبية مدنها وقراها، وعمليات إطلاق نار متفرقة، وكانت باكورة الرد المنظم هي العملية التي نفذها الشهيد القسامي عبدالوهاب خلايلة رحمه الله، إذ نفذ عملية دهس وطعن مزدوجة في (تل أبيب) قلب الكيان الإسرائيلي وأسفرت عن أكثر من 14 إصابة وموت غير معلن _حتى اللحظة_ من الجانب الإسرائيلي.
دولة الاحتلال (إسرائيل) لم تحدد أهدافًا دقيقة لجريمتها ضد مخيم جنين تحديدًا، ولم تحدد مدة زمنية معينة، ولكنها أكدت أنها لن تطول وستظل محصورة في جنين، وهي تقول ذلك لأنها تدرك أن حملتها فاشلة ولن تحقق أي هدف من أهدافها، ولأنها تخشى من عواقب جريمتها حتى لو حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: بين جنين والداخل المحتل.. مفاجآت يخشاها الاحتلال
اقرأ أيضًا: دوافع وكوابح اقتحام الاحتلال لمخيم جنين
رئاسة السلطة ومنظمة التحرير أصدرت قرارات تتعلق بالجريمة الإسرائيلية ضد جنين، القرارات ليست جديدة وتتكرر مع كل عدوان إسرائيلي مشابه ولا يجري تطبيقها، وحتى إن كان هناك نية لتطبيقها فهي متناقضة، إذ ينص القرار الأول على دعوة الأمناء العامين لاجتماع طارئ للاتفاق على رؤية وطنية شاملة، وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له، ولكن هناك قرارًا آخر هو التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية وبمنظمة التحرير ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني والالتزام بالشرعية الدولية...الخ، والالتزام بالشرعية الدولية يعني التخلي عن المقاومة ولا يعقل دعوة الأمناء العامين لفصائل المقاومة من أجل الإعلان عن تخليهم عن المقاومة واعترافهم بدولة الاحتلال والموافقة على التنازل عن ثلاثة أرباع الوطن، لذلك أقول إن القرارات متناقضة ولن تؤدي إلى حل ووحدة صف.
الجريمة الإسرائيلية ما تزال مستمرة ونحن على ثقة بأنها ستنتهي إلى فشل ذريع بالرغم من محاولة (إسرائيل) تجنب استفزاز المقاومة في غزة بتقليل عدد الشهداء قدر الإمكان، ولكنَّ من المؤكد أنها تجاوزت كل الخطوط سواء بالقتل والهدم وتشريد سكان المخيم من منازلهم، وهذه من أكثر الصور استفزازًا لشعبنا الفلسطيني، ولذلك إذا لم تتوقف الجريمة الإسرائيلية ضد مخيم جنين ومقاومتها في الساعات القليلة القادمة فإنها ستدخل نفسها في دوامة عنف وقتال لا قبل لها بها والله أعلم.