نازية جديدة على مرأى ومسمع العالم تستمر في إرهابها ضد القرى الفلسطينية تطال الشيوخ والأطفال والنساء والحجر والشجر، وسط ردود فعل ضعيفة وخجولة.
زار بلدة ترمسعيا، وقرى رام الله ونابلس وقبلها حوارة قبل أيام قناصل وممثلو دول الاتحاد الأوروبي؛ لمشاهدة العدوان الذي شنه المستوطنون على البلدة. الحقيقة أن إرهاب المستوطنين ضد المدنيين في قريتي عوريف وترمسعيا من تدنيس المساجد وحرق القرآن الكريم إرهاب ونازية جديدة تستحق ملاحقة ومقاطعة دولة الاحتلال عالمياً، ولكن لم ننسَ أنه قبل سنوات كانت حادثة حرق الرضيع الفلسطيني دوابشة من جانب المستوطنين اليهود وإصابة 3 من عائلته بجراح قرب نابلس، بالضفة الغربية وصمت العالم ولم يتخذ موقفا عمليا لمواجهة الإرهاب المتأصل في المجتمع الصهيوني على صعيد المستوطنين ومؤسسات سلطات الاحتلال التي تقف داعمة لهذا الإرهاب.
فما حدث الآن من إرهاب وحرق لكتاب الله يمثل أعلى درجات الإرهاب ويستوجب تحركا عربيا وإسلاميا ودوليا، ولا أقل من تفكيك التطبيع وقطع العلاقات من الدول الإسلامية مع هذا الكيان الإرهابي الذي يمارس نازية جديدة بغطاء وصمت دولي غير مبرر، وهو ما يوجب التطبيق الفاعل للقانون الدولي وعدم التهاون مع أعمال عنف المستوطنين، ولا بد أن تتحول لمرحلة الفعل الدولي وتجاوز مرحلة الإدانات اللفظية في العلن والتعاون مع دولة الاحتلال والتطبيع معها من أسفل الطاولة.
ومن زاوية أخرى يجب على الحقوقيين تقديم دعاوى قضائية في المحافل الدولية. ضد مرتكبي هذا العمل الإرهابي وجلبهم إلى العدالة بعيداً عن ازدواجية المعايير في التعامل مع دولة الاحتلال التي باتت تتصرف على اعتبار أنها فوق القانون الدولي، ومن هنا يجب على الحكومات والبرلمانات العربية والدولية التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الصهيونية المتكررة التي باتت تشكل مساسا بمشاعر الأمة الإسلامية بحرق المستوطنين للقرآن الكريم رسالة تحدٍّ وإنذار بحرب دينية وليس مجرد عمل إجرامي وفعل غير مسؤول، بل هو عقيدة صهيونية يزرعها الحاخامات في مؤسساتهم الدينية ويحثون الجماعات الإرهابية والعصابات الصهيونية على قتل العرب والفلسطينيين متسلحين بفكر وتأصيل ديني من قياداتهم ومرجعياتهم التي تدعم إرهابهم من جماعات الهيكل وفتية التلال والتشكيلات الإرهابية الممتدة لجذور العصابات الصهيونية التي تأسس عليها جيش الاحتلال الصهيوني.
سابقاً حرق الرضيع دوابشة، كما حدث مع الطفل محمد أبو خضير، وصمت العالم، ومن هنا فالحقيقة أن الاحتلال بمؤسساته فشل أمام المقاومة وأمام الضغط اليميني الصهيوني، وللتغطية على فشله أمام المقاومة يترك المستوطنين يمارسون إرهابهم ضد المدنيين العزل ليفرغوا حالة الفشل المؤسساتي الذي تعيشه سلطات الاحتلال أمام المقاومة، والأمر المحزن هو غياب التحركات الفعلية للسلطة الفلسطينية لمواجهة إرهاب المستوطنين ميدانياً ودولياً، مع وجود مفاعيل قوة بيد الخارجية الفلسطينية وإمكانية رفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية وملاحقة قادة الإرهاب في دولة الإرهاب الصهيوني.
المستقبل للمقاومة وما يحدث يدفع الشعب الفلسطيني لتأكيد قناعاته بأن هذا الكيان هو شكل جديد للنازية لن يزول إلا بقوة السلاح والمقاومة الفاعلة الرادعة التي تعد ممثلاً حقيقياً لإرادة الشعب الذي يرفض الاستسلام ويؤمن بالكفاح المسلح طريقاً صائباً لنيل حريته واستعادة حقوقه من الإرهاب الصهيوني. إن الشعب الفلسطيني اليوم بات مؤمناً بالبندقية خيارًا حقيقيًا للتحرر من الاحتلال، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والمسيرة العبثية من السلام الوهمي باتت مفضوحة موسومة بالفشل.