فلسطين أون لاين

هل نجحت عملية "الدرع الواقي" ليُهدَّد بتكرارها؟

عندما كانت (إسرائيل) في أوج قوتها وغطرستها كانت تقدم الأفعال على الأقوال، كانت توجه ضرباتها دون إنذارات، ولكنها الآن في حالة ضعف وانكسار، ولذلك تلجأ إلى التهديد والوعيد، ولا تضرب إلا مرغمة من أجل إرضاء المتطرفين الذين قفزوا إلى سدة الحكم ويهددون بحل الحكومة في كل لحظة مع علمهم أن مستوطني دولة الاحتلال سيدفعون ثمنا غاليا. وفي هذا السياق يهدد المتطرفون الإسرائيليون سواء في الكنيست أو في الحكومة الإرهابية المقاومة الفلسطينية بتكرار عملية الدرع الواقي التي شنها رئيس الوزراء الهالك أرئيل شارون عام 2002.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل نجح شارون في كسر المقاومة الفلسطينية؟ وهل حقق أيًّا من أهدافه بعملية الدرع أو السور الواقي؟ وماذا كان حكم الإسرائيليين على عملية الدرع الواقي؟

قال الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي حينها: إن تجدد العمليات التفجيرية بعد عملية الدرع الواقي في المدن الإسرائيلية يجعلها خالية من أي مضمون، لقد حصلنا بعد العملية على ما كان قبلها، وأضاف أن طريق القوة قد استنفد حتى نهايته، وسيكون من الصعب على (إسرائيل) أن تزيد في مقدار القوة التي استخدمتها حتى الآن، القوة لن تحقق إنجازات فعلية طويلة الأمد، والعمليات ضدنا لن تنكسر أبدا.

أما الكاتب الصحفي الإسرائيلي يوئيل ماركوس فقد قال: بعد شهر من انتهاء السور الواقي يتبين أن بنية المقاومة لم تقوض، وعلى الرغم من الدمار الواسع فقد خرج قادة التنظيمات الفلسطينية سالمين معافين في معظمهم، والنتيجة أن دوافع الفلسطينيين للانتقام زادت، لقد تطورت أساليبهم وتضاعفت جرأتهم. كما نقل الكاتب نفسه عن مصدر أمني قوله: البنية التحتية "للإرهاب"، ويقصد بذلك المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني، هي جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 17 إلى 50 عاما، ونحن لم نصل إلا إلى جزء لا يذكر منه، أما بن كسبيت فقال: إحدى نتائج عملية السور الواقي ستكون إثارة الشعب الفلسطيني ضدنا بحيث يتحول كل فرد فيه إلى (استشهادي) محتمل ومتحمس للموت والقتل. 

الشهادات السابقة على فشل عملية الدرع الواقي والتحذير من تكرارها جاءت في أوج قوة الاحتلال الإسرائيلي، حين لم تكن غزة محررة ولم تكن مقاومتها قد وصلت إلى معادلة الردع والرعب، ولم تظهر بعد الصواريخ التي تغطي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من الواضح أن تهديد المقاومة الفلسطينية من قبل المتطرفين الإسرائيليين بعملية مماثلة لعملية الدرع الواقي وتنفيذها سيفتح بوابات الجحيم على الاحتلال الإسرائيلي وعلى حكومة بنيامين نتنياهو، وأنا شخصيا أعتقد أنها مجرد تهديدات لا ينفذها إلا من يسعى إلى مزيد من الخسران والذل والانتحار السياسي.