فلسطين أون لاين

تمهيدًا للتواصل مع ٢٥ مستوطنة

تقرير "القعدة".. منطقة زراعية غرب سلفيت تتحول لبؤرة استيطانية

...
"القعدة".. منطقة زراعية غرب سلفيت تتحول لبؤرة استيطانية 
سلفيت/ خاص "فلسطين": 

يقف المزارع سلام عقل (٥٥ عامًا) من بلدة دير استيا غرب سلفيت، حزينًا وهو يشاهد مجموعة من المستوطنين الذين يستولون على ما تبقى من أرضه الزراعية والرعوية شمال بلدته في منطقة يطلق عليها "منطقة القعدة". 

وتكاد دمعته تغالبه، متحدثًا عن أطماع المستوطنين في أراضي البلدة التي حوَّلها الاستيطان إلى أجزاء متقطعة.

وقال: لم يكتفِ المستوطنون بإنشاء 8 مستوطنات في واد قانا حتى ذهبت أطماعهم لتمتد حتى شمال البلدة لمنطقة "القعدة" قرب المنطقة الصناعية الاستيطانية "عمونئيل" حيث مهدت قوات الاحتلال للبؤرة بإغلاق طريق زراعي قبل أيام. 

وأشار عقل إلى أن جيش الاحتلال واجه خطوات المزارعين الاحتجاجية، الجمعة الماضية، ضد إقامة البؤرة الاستيطانية، بالقمع الوحشي ومنع المسيرة من الوصول للمستوطنين. 

وتعتبر أراضي بلدة ديراستيا من أخصب أراضي محافظة سلفيت، حيث واد قانا الذي تبلغ مساحته نحو ١١ ألف دونم ويضم ثمانية ينابيع طبيعية، إلا أن الاحتلال صادر أو قيد الوصول لأكثرها بحجة أنها أراضي "ج" بحسب اتفاق "أوسلو".

ويتحسَّر المزارع ناصر زيدان على أرضه الزراعية التي حوَّلها المستوطنون إلى أرض رعوية وصولًا إلى مصادرتها. 

وأشار زيدان إلى أن الفلسطينيين يخسرون يوميًّا أراضيهم لصالح المشاريع الاستيطانية دون وجود أي حماية من السلطة أو متابعة من قبل وزاراتها. 

وبحسب رئيس بلدية ديراستيا معاذ السلمان فإن المستوطنين استولوا على عشرات الدونمات الزراعية في "منطقة القعدة" شمال البلدة، دون سابق إنذار أو إخطار مصادرة، كما كانت تجري العادة سابقًا. 

وأوضح السلمان أن المستوطنين جلبوا كرفانين وثلاث حظائر أغنام وقاموا بشق طريق ترابية في المنطقة وتمديد شبكات مياه وكهرباء، فيما قمع جيش الاحتلال مسيرة احتجاجية ضد البؤرة الاستيطانية. 

وأشار إلى أن الهدف الإسرائيلي من وراء البؤرة الجديدة تتمثل بجلب المزيد من المستوطنين وإيجاد تواصل مع ٢٥ مستوطنة جاثمة بمحافظة سلفيت وكذلك امتداد لثماني مستوطنات تربط مستوطنات قلقيلية مع سلفيت. 

ووفقًا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فهناك أكثر من ٢٥ مستوطنة بمحافظة سلفيت، وبإنشاء البؤرة الجديدة تتعزَّز فرص الاحتلال بإقامة الشريط الاستيطاني الضخم من حاجز زعترة وحتى الأراضي المحتلة عام 1948 عند كفر قاسم ورأس العين وهو ما يحول الضفة لكانتونات معزولة. 

ودير استيا واحدة من بين ١٨ تجمعًا سكانيًّا فلسطينيًّا هو عدد قرى وبلدات محافظة سلفيت التي يعتبر الاستيطان فيها من أخطر المشاريع؛ لكونه في وسط الضفة الغربية.