فلسطين أون لاين

المستوطنون بين هارب ومكابر

الضربات المتتالية التي تتلقاها حكومة الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية من المقاومة الفلسطينية وخاصة عمليتي الكمين المحكم في جنين ومحطة الوقود بالقرب من رام الله  لكتائب عز الدين القسام أفقدت العدو صوابه وتركته في حالة مزرية من الإرباك والتخبط.

عملية الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال ضد ثلاثة مقاتلين من سرايا القدس وشهداء الأقصى في جنين باستخدام طائرة مسيرة واجتياح نابلس والهجوم الهمجي للمستوطنين على القرى الفلسطينية لن يؤدي سوى إلى مزيد من الغضب الشعبي الفلسطيني، وإلى مزيد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، والشعب الفلسطيني لن يستسلم بسبب الغضب الذي يتملكه لأنه يملك أدوات متنوعة وخيارات متعددة  للجم الاحتلال ودحر المستوطنين.

الهجوم الهمجي للمستوطنين المدججين بالسلاح بحماية ومشاركة  جيش الاحتلال على القرى الفلسطينية وأهلها العزل، وادعاؤهم بإقامة بؤر استيطانية جديدة ردًا على أعمال المقاومة  لا يعد مؤشرًا على قوتهم بل على عجزهم وضعفهم وشدة الألم الذي أصابهم، صحيح أن مجموعات قليلة من المستوطنين الأكثر تطرفًا يفعلون ذلك مكابرة ولكن أضعافهم التزموا بيوتهم ومنهم من انتقل للسكن المؤقت، وربما الدائم داخل المناطق المحتلة عام 48، الشوارع المخصصة للمستوطنين والتي كانت تعج بهم أصبحت أقل ازدحاما، ما يحصل في الضفة الغربية من مقاومة فلسطينية غير معهودة منذ سنوات أفقد المستوطنين أمنهم، وزاد من يقينهم أنه لا مستقبل لهم في الضفة الغربية وسهولها وجبالها. 

عندما قال فلسطيني مسن بكل حرقة وغضب  لرئيس الوزراء وجهًا لوجه: احمونا أو سلحونا فهذا يعني أن الكيل قد فاض بهم، وعندما يعجز المسؤولون عن الإجابة على سؤال الرجل الغاضب فهذا يعني أن كل قرية معرضة لهجمات المستوطنين ستبحث عن الحل، وإذا كان صاحب السؤال لا يملك السلاح فلا شك أنه سيسعى للحصول عليه، ولكن آلاف الشباب لديهم السلاح وقد يستخدمونه إذا تمادى المستوطنون  في جرائمهم وعربدتهم. 

حركة حماس علقت على استخدام الطائرات ضد المقاومين الفلسطينيين قائلةً: إن استخدام جيش العدو الصهيوني  للطائرات في اغتيال أبناء شعبنا تصعيد خطير يؤكد سعيه لتصعيد الأوضاع وتفجيرها، بعد تزايد عجزه عن حسم المعركة من خلال المواجهة المباشرة مع المقاتلين في الميدان، وهذا يمكن تفسيره على أنه تحذير مباشر للعدو الإسرائيلي بأن تماديه في قتل الفلسطينيين وخاصة بالطرق الجبانة مثل الاغتيال بالطائرات قد يؤدي إلى زيادة في التصعيد والضربات المؤلمة من المقاومة في الضفة الغربية ومن غزة إذا استدعى الأمر، ونحن على يقين بأن نتنياهو وعصابته يرتكبون جرائمهم بقلوب واجفة وأبصار معلقة بالسماء خشية من صواريخ المقاومة.