فلسطين أون لاين

قُبيل عيد الأضحى.. "كروشيهات" فاطمة تخرج عن الصندوق

...
قُبيل عيد الأضحى.. "كروشيهات" فاطمة تخرج عن الصندوق 
غزة/ أميرة غطاس:

وسط خيوط الصوف ومن بين الصنارات ذات الأحجام المتعددة، تنشغل فاطمة أبو حطب في صنع "كروشيهات" تبدع في حياكتها بأشكال مختلفة تلائم عيد الأضحى المبارك.

فاطمة، أمٌ ثلاثينية لاثنين من الأبناء، تسكن مدينة دير البلح، ألهَمتها الحياة أن تصنع لنفسها مكانًا، لتقودها الدروب عام 2016م لاتخاذ المشغولات اليدوية مشروعًا خاصًا.

تستذكر فاطمة: "انتهيت من تخصص الشريعة والقانون، وكنت أحلم أن أصبح محامية قانونية، غير أنّ الله ألهمني بالاتجاه إلى المشغولات اليدوية فوجدتُ نفسي أحلّق بأفكاري التي نالت إعجاب المقربين من حولي".

حينذاك، قررت فاطمة الاتجاه إلى شبكات التواصل الاجتماعي لتسوق مشغولاتها عبر منصتي "فيسبوك" و"انستغرام"، مشيرًة إلى أن تلك المنصات ساعدتها على الاتصال بعدد كبير من الزبائن، "بتُّ بمجرد أن أعرض صورة لمنتج لي تحجزه الأمهات فورًا".

وتلاقي مشغولات فاطمة الصوفية الخاصة بعيد الأضحى إقبالًا من السيدات، مبينة أن أعمال الكروشيه الصوفية كانت تكتفي بها بموسم الشتاء، "لكن وبعد أن وجدت الأسواق مليئة بالأشياء التقليدية، أحببت أن تحضر بصمتي في كل الأوقات".

في البداية أنتجت فاطمة مضيفة على شكل خروف، ثم التقطت لها صورة وبمجرّد أن عرضتها على حسابها حجزتها زبونة، "هذا شكّل حافزًا كبيرًا لي لإنتاج المزيد".

وعن خطوات صنع مضيفة الحلويات، تضع فاطمة لوحة خشبية وتبدأ بتشكيل الصوف الأبيض عليها، ثم تستخدم الألوان المتعددة من الصوف لتشكيل ملامح الخروف الذي يضفي أجواءً من المرح على الكبار والصغار ويتلاءم مع الموسم. وإضافة لمضايف الحلويات، تصنع تعليقات خاصة بالعيد توضع على "صبّاب" القهوة، ليكون طقمًا متكاملًا".

مصدر دخل

وعن كونه مصدرًا للرزق، تؤكد فاطمة أن ما تصنعه مصدر دعم نفسي وتواصل مع الناس أكثر من كونه دخلًا مربحًا، مضيفة "أشتري المواد الخام من تركيا وأختار أجود الأنواع، الأمر الذي يقلل من حجم ربحي، غير أن ابتسامة الزبون ورضاه عن المنتج يهمني بشدة".

وتعتقد أن سبب الإقبال على مشغولاتها ونجاح مشروعها، هو التميّز الذي تلتفت له الفتيات، "خاصة وأن أغلب أفكاري غير تقليدية، أحاول مواكبة المواسم والاستفادة من فرص الأعياد في صناعاتي".

وتلفت فاطمة أن حبها للتصوير اكتسبته من شغف إخوتها، الذي مثَّل عاملَ نجاحٍ آخر، معللة: "الصورة هي حبل الوصال بيني وبين المشتري، فإن كانت واضحة ومريحة بالتأكيد ستُرغّب الزبون في متابعتي والتجربة ولو لمرة واحدة، ولا سيما أن أسعار المنتجات في متناول الجميع، بالرغم من الجهد المبذول بصناعة كل قطعة لاعتمادها على العمل اليدوي اعتمادًا أساسيًا".

وتبتكر أبو حطب إضافة جديدةً على المشغولات، بإدخال ألوان علم فلسطين على مختلف القطع، "ما أضفى عليها لمسة تراثية تعكس الهوية الوطنية الفلسطينية".

وعن تنظيم وقتها، تقول: "أبدأ عملي في الليل، فنهاري كله أقضيه مع أطفالي وزوجي، وأحاول ألا يؤثر فيهم انشغالي اليومي".

وهذا العمل لفاطمة ليس الأول الذي يلاقي صدىً إعلاميًا، إذ سبق لها أن قادت مبادرة "دفء"، لصناعة منتوجات للمسنّين في مستشفى الوفاء.

وعن تفاصيل تلك المبادرة تقول: "دعوتُ جميع نساء قطاع غزة اللواتي يبدعن في الصناعات الصوفية، وبدأنا العمل يدًا بيد لإدخال السرور على قلوب المسنّين".

وتتمنى أن يكون لها مبادرات أخرى مثلها، "ففرحة كبار السن على ما صنعناه أذكت عملي وأشعرَتني أن الله ساقني لأدخل السرور على قلوبهم".

وتحدثت فاطمة عن العديد من المعوقات، منها عدم توفر بعض المواد في غزة فتعمل على توفيرها من الخارج، وقلّة الأرباح الناتجة عن ارتفاع أسعار المواد الخام.

وتطمح فاطمة إلى توسيع مشروعها وافتتاح متجر خاص تعرض فيها مشغولاتها بصدىً يصل لكل أرجاء الوطن العربي.

وتوجه رسالة إلى النساء اللاتي يمتلكن موهبة، بألّا ييأسنَ ويكافحنَ من أجل إثبات ذواتهنّ في المجتمع، "أنا لست صاحبة الفكرة الأولى لكني صاحبة الفكرة الناجحة، فلمساتك تضفي الجمال على أي فكرة تقليدية وتجعلها مميزة".

كروشيهات (3).jpg

كروشيهات (6).jpg

كروشيهات (2).jpg

كروشيهات (1).jpg