باتت عمليَّة انفلات عصابات ومجموعات الاستيطان التهويديَّة غير مسبوقة على الإطلاق منذ الاحتلال الثاني لِمَا تبقَّى من أرض فلسطين عام 1967، وتحديدًا في منطقة القدس وعموم تلال وجبال الضفَّة الغربيَّة المطلَّة على المُدن الفلسطينيَّة.
وزادت الأمور أكثر فأكثر مع وجود (زبدة وغلاة المتطرفين) في حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم نتنياهو ذاته وحزب الليكود، ومعه إيتمار بن غفير وصموئيل سموتريتش. وقد أفصح مُمثِّل الاتِّحاد الأوروبي للشؤون الإنسانيَّة (إيمون جيلمور) في زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة و(إسرائيل)، بأنَّ "هناك اتِّجاهًا واضحًا بدأ في عام 2022 واستمرَّ في النِّصف الأوَّل من عام 2023 ويتمثّل في إلحاق أضرار قاتلة بالمدنيين الفلسطينيين من قِبل مجموعات المستوطنين تحت دعم الجيش".
فقد نفَّذت سُلطات الاحتلال والمُستعمرون بحماية جيش الاحتلال 8,724 اعتداءً بحقِّ المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2022، وارتفعت النسبة بعد تشكيل الحكومة الحاليَّة وفق المعطيات التي نشرها قَبل شهريْنِ تقريبًا، مركز الإحصاء الفلسطيني في رام الله.
وتوزَّعت الاعتداءات التي نفَّذتها عصابات المُستعمرين بواقع 1,515 اعتداءً على الممتلكات والأماكن الدينيَّة و362 اعتداء على الأراضي والثروات الطبيعيَّة و6,847 اعتداء على الأفراد. مع محاولات مُتكررة لإقامة بؤر تهويديَّة جديدة، أبرزها محاولة حركة (نحلاه) اليمينيَّة إقامة أكثر من عشر بؤر منذ 20/7/2022، وكذلك شنَّت قوَّات الاحتلال والمستعمِرون ما مجموعه 223 عمليَّة مصادرة لنَحْوِ 294 ممتلكًا فلسطينيًّا مِنها 48 جرارًا زراعيًّا، و53 سيارة للمواطنين، كما تسبَّبت هذه الاعتداءات باقتلاع وتضرر وتجريف 10,291 شجرة زيتون، منها 2,400 شجرة في محافظة نابلس.
إنَّ عمليَّات التهويد التي تقوم بها الحكومة "الإسرائيليَّة" وتدفع نَحْوَ توفير المناخ لمجموعات المستوطنين المُستعمِرين للقيام بها، مع انفلات تلك المجموعات، وهو ما أشار إليه قَبل أيَّام الممثِّل الخاصُّ للاتِّحاد الأوروبي لحقوق الإنسان (إيمون جيلمور) الذي شدَّد على أنَّ "الحكومة الإسرائيليَّة مسؤولة عن منع عنف المستوطنين"، مضيفًا قوله إنَّ "الاتِّجاه العامَّ للعنف الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين في تصاعد".
وشدَّدَ الممثِّل الأوروبي على أنَّ "إسرائيل مسؤولة عمَّا يجري". وفوق كُلِّ ذلك، فإنَّ سياسة قوَّات الاحتلال لَمْ تتوقف عن هدم المباني المملوكة للفلسطينيين وما نتج عنها من تهجير للسكَّان من منازلهم في جميع أنحاء الضفَّة الغربيَّة، إذ وثَّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانيَّة في الأراضي المحتلَّة (أوتشا) منذ عام 2009، أنَّ قوَّات الاحتلال دمَّرت 9353 منزلًا أو منشأة منذ عام 2009 منها 1939 منشأة مموَّلة من المانحين ما أدَّى لتهجير 13641 مواطنًا فلسطينيًّا، وتوزَّعت عمليَّات الهدم بواقع 19% في شرقي القدس، و79% في المناطق المصنفة (ج) ونَحْوَ 2% من عمليَّات الهدم في المناطق المصنفة (أ) و(ب).
وتركَّزَت معظم عمليَّات الهدم في محافظة القدس بواقع 118 عمليَّة هدم بنسبة 31%، خلَّفت 178 منشأة مهدومة في مدينة القدس مِنها 98 عمليَّة هدم ذاتي قسري، كما أصدرت سُلطات الاحتلال 1,220 إخطارًا بالهدم، مِنها حوالي 33% في محافظة الخليل و18% في محافظة بيت لحم، و9% في محافظة رام الله والبيرة، بالإضافة إلى تدمير العديد من مواقع البنى التحتيَّة التي تخدم الفلسطينيين من طُرق وشبكات المياه والصَّرف الصحِّي وغيرها.