"أنت من انتصرت عليهم، ولن يتحقق حلمهم بالانتصار علينا.."، وجَّهت السيدة هدى فطوم (43 عامًا) هذه الكلمات إلى نجلها الأسير أسامة الطويل بعد أن دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس شقتهم السكنية في مدينة نابلس.
وأكدت فطوم، وهي والدة ثلاثة أسرى، أن أسامة لم يرتكب خطأ، وأنه كان يدافع عن وطنه، وعبَّرت عن فخرها به وقد انعكس ذلك في نبرة صوتها في أثناء حديثها لصحيفة "فلسطين".
ويتهم جيش الاحتلال أسامة (23 عامًا) بتنفيذ عملية إطلاق نار في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أسفرت عن مقتل الجندي "عيدو باروخ" في لواء "جفعاتي" عند حاجز "شافي شمرون"، بالقرب من بلدة دير شرق غرب مدينة نابلس.
وفيما يتعلق بوضعه، أكدت السيدة فطوم أن أسامة معتقل حاليًا في سجن "جلبوع"، الذي يقع على أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وحتى الآن لم يصدر حكم نهائي بحقه.
وبعد اعتقاله، أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بتدمير الشقة السكنية التي تعيش فيها عائلته في منطقة رفيديا بمدينة نابلس.
حاولت العائلة، ووفقًا لوالدة أسامة، الحيلولة دون تدمير الشقة السكنية الموجودة في مبنى متعدد الطوابق، التي تبلغ مساحتها 165 مترًا مربعًا، ومع ذلك، رفضت محاكم الاحتلال استئناف العائلة في 21 أبريل/نيسان 2023، الذي صادف أول أيام عيد الفطر.
ومنذ ذلك الحين، كانت والدة الأسرى الثلاثة تترقب عملية هدم شقتها في أي لحظة، لكنها لم تكن تتوقع أن يفاجئها جيش الاحتلال بتنفيذ عملية الهدم دون إخطار مسبق بالموعد.
وفي تعليقها على جريمة الهدم، صرحت قائلة إن تدمير شقتها يعكس فشل سياسة الاحتلال في الإضرار بعزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكذلك الأسرى والمعتقلين وروحهم المعنوية.
وأضافت أن "إصرار الاحتلال على سياسة هدم المنازل والشقق السكنية لن ينقص من عزيمتنا شيئًا".
وأكملت: "قوة صوت الانفجار الذي دوى في مدينة نابلس في لحظة تفجير شقتنا يعكس قهر الاحتلال من أسامة وأفراد عائلته".
وعدّت سياسة هدم منازل الأسرى والشهداء عقابًا جماعيًا يستهدف الانتقام من عائلاتهم. وقالت: "هذه السياسة مرفوضة، ولن يستسلم شعبنا أمامها".
واستدركت قائلة: "إن ابني أسامة لم يرتكب أي ذنب، فهو كان يحافظ فقط على حقه الشرعي في وطنه".
إضافة إلى معاناة السيدة فطوم من تغييب ابنها أسامة والحرمان منه، تواجه أيضًا صعوبات وألمًا بسبب اعتقال ابنيها خالد ومؤمن، يقبع الاثنان خلف القضبان في سجن "مجدو".
وأوضحت أن خالد يقضي حكمًا بالسجن لمدة 14 شهرًا، في حين يقضي مؤمن حكمًا بالسجن لمدة 7 شهور.
ونشرت قوات الاحتلال صورًا تظهر عملية اقتحامها لشقة عائلة الطويل وزرع المواد المتفجرة قبل تفجيرها.
وتداول ناشطون سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عملية تفجير الشقة والانفجار القوي الذي دوى، وتصاعد الدخان، وتناثر الركام من المكان.
وخاطبت السيدة فطوم نجلها أسامة قائلة: "لا تنزعج بسبب هدم منزلنا، فمن خرج لتنفيذ عملية فدائية لن يكسر الاحتلال عزيمته نهائيًا".
وسياسة الهدم التي يتبعها جيش الاحتلال ليست مقتصرة فقط على عائلات الشهداء والأسرى الذين نفذوا عمليات مقاومة، بل تشمل أيضًا خططًا لتهجير المواطنين في مدينة القدس والضفة الغربية وصحراء النقب والداخل المحتل منذ نكبة عام 1948.
وتُعد هذه السياسة جزءًا من مخططات سلطات الاحتلال لتغيير التركيبة السكانية وطرد الفلسطينيين من أراضيهم.