رئيس السلطة محمود عباس في الصين. الرئيس الصيني يلتقي بعباس. الرئيس شي يتحدث عن الحقوق الفلسطينية، وعن حل الدولتين، وعن تأييد طلب فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، وعن الأوضاع الاقتصادية في فلسطين.
ما قاله شي شيء جيد، وما وقعت عليه فلسطين مع الصين من اتفاقيات أمر جيد، ولكن هل تملك الصين أوراقًا قوية ذات مغزى؟ أو قل هل يمكن استبدال الصين بأميركا، أو بدول غرب أوروبا في معالجة الحقوق الفلسطينية، والضغط على (إسرائيل) لأداء هذه الحقوق، ومنها إزالة الاحتلال، وتفكيك المستوطنات، ورفع الحصار، وخلاف ذلك من قضايا؟! وثمة سؤال تكميلي لما سبق يدور حول هل تقبل (إسرائيل) دورا صينيا في هذا المجال، أو في مؤتمر دولي؟! وهل تقبله بديلا عن الدور الأميركي؟!
إن طرح هذه الأسئلة يقتضي التأمل في الزيارة، ومقاربتها بشكل موضوعي بدون مبالغة أو تعظيم، فدور الصين في الشرق الأوسط ما زال محدودا، وما زالت الصين نفسها لم تقرّ سياسات التدخل في القضايا الدولية الخارجية، حيث تهتم هذه الدولة ذات الاقتصاد الثاني في العالم بمشكلاتها الخاصة، كمشكلة تايون مثلا، ومشكلاتها الاقتصادية والمالية.
نعم، حققت الصين نجاحا جيدا في رعاية مصالحة إيرانية سعودية استعادت فيها الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما، ولكن هذا النجاح لم يتقدم في قضايا أخرى في الشرق الأوسط، وقد أسهمت ظروف خاصة بالدولتين في هذا النجاح الصيني، في حين لا توجد مثل هذه الظروف في مقاربة القضية الفلسطينية، هذا والصين على علاقة وثيقة مع ( إسرائيل) سياسيا، وتجاريا، وهي علاقة لا تجلب رضا جيدا من أميركا.
هذا ويمكن النظر إلى زيارة الصين أنها تمثل بحثا فلسطينيا عن حالة خروج فلسطيني من الجمود في الموقف الأوروبي والأميركي، حيث تراجعت القضية الفلسطينية للخلف في الأجندة الفلسطينية. البحث عن دور صيني جيد، ولكن تعظيم هذا الدور غير جيد، وفيه مبالغة، لذا يجدر بالسياسة الفلسطينية التزام الموضوعية، ووضع الأمور في نصابها بالشكل المناسب.