فلسطين أون لاين

اكتشاف نفق يعود للعصر الأموي

الباحث اغبارية: (إسرائيل) تستغل الأنفاق أسفل القدس لتزوير التاريخ

...
كنيس يهودي أسفل الأقصى
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف:

"إنهم يتبعون إجراءات صارمة لإخفاء كل ما يتعلق بالتاريخ الإسلامي، ويُصادرون كل شيء ممكن أن يدل عليه".. هكذا بدأ الباحث المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى معاذ اغبارية، حديثه عن محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستميتة لتزوير تاريخ مدينة القدس، وإثبات أحقيتها بها.

ونبَّه اغبارية في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، على أنّ الاحتلال يسعى إلى تحقيق مزاعمه هذه من خلال الأنفاق المكتشفة أسفل القدس.

وبيّن أنّ الاحتلال يسيطر بالكامل عليها، وقد خصصها لدخول المستوطنين والسائحين مقابل تذاكر ذات قيمة مالية لأغراض تهويدية.

وعدَّ أيضًا أنّ الأنفاق أصبحت جزءًا مهمًّا من مشاريع الاحتلال لتهويد القدس وتزوير تاريخها الإسلامي العريق، إذ تسيطر (إسرائيل) على كل شيء يعثر عليه بداخلها، وتخفيه تمامًا عن الأنظار.

وأكد كذلك أنّ الاحتلال ومن خلال ما تسمى "سلطة الآثار"، يقوم بترميم الأنفاق المكتشفة أسفل القدس، ويجهزها بالكامل لإتاحة الفرصة أمام المستوطنين لاقتحامها.

ولا يقتصر امتداد الأنفاق أسفل مدينة القدس، بل تمتد أيضًا أسفل الأساسات الحدودية للمسجد الأقصى، والقول لـاغبارية.

وأكد أنّ جميعها تشكل خطرًا على أحياء وقرى مدينة القدس؛ بسبب الحفريات المستمرة والبحث عن المزيد منها في إطار تحقيق المزاعم اليهودية لإيجاد ما يسمى "الهيكل".

اقرأ أيضًا: خاص الحفريات أسفل الأقصى.. تشبُّث إسرائيلي بسراب الهيكل

وبيّن أنّ الحفريات الإسرائيلية المستمرة لم تجد شيئًا يتعلق بـ"الهيكل"، ما ينفي مزاعم حكومات الاحتلال الهادفة أساسًا إلى تهويد ما في القدس وأسفلها أيضًا.

نفق جديد

وأشار إلى اكتشاف نفق قبل أسابيع قليلة، تعود أصوله للعهد الأموي في فلسطين، يتفرع منه نفق آخر، مبينًا أنّ سلطات الاحتلال أغلقته في بداية الاكتشاف؛ حتى تخفي جميع الآثار الإسلامية التي عثرت عليها بداخله.

ووفقًا لاغبارية، فإنّ النفق يبدأ في منطقة القصور الجنوبية في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، ويمتد تحت حارة المغاربة، ويصل حتى حائط البراق.

وأكد أنّ سلطات الاحتلال تعمل حاليًّا على تحويل النفق المكتشف حديثًا إلى مزار للمستوطنين اليهود، وتُجهّزه بما يلزم لذلك من عمليات تنظيف وترميم وإضاءة بعد إخفاء جميع الآثار التي تعثر عليها خلال الحفريات اليدوية.

وتتبع سلطات الاحتلال هذا الأسلوب مع جميع الأنفاق المُكتَشفة أسفل القدس، ويتراوح عددها بين 40-50 نفقًا، بحسب اغبارية، الذي ينحدر من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948.

وحصلت "فلسطين" على فيديو يوثّق اكتشاف النفق، وقد دخله اغبارية ولم يتمكن من الوصول إلى نهايته بسبب قلة نسبة الأكسجين داخل النفق.

ولفت إلى أنّ الاحتلال يسمح لغير اليهود بدخول الأنفاق؛ في محاولة منه للترويج لمزاعمه وروايته الكاذبة، ويرافق ذلك عمليات تنسيق مسبقة، وحصول على تذاكر مقابل المال، وإجراءات أمنية مشددة يتخللها عمليات تفتيش.

ورفض فكرة الاحتلال والمنظمات اليهودية الساعية إلى إيجاد "الهيكل" المزعوم.

ونبَّه على أنّ أذرع حكومة الاحتلال العاملة في الحفريات تقتصر على العمال اليهود فقط للقيام بعمليات ترميم الأنفاق، ومصادرة الآثار الإسلامية؛ من أجل إخفائها دون ترك أيّ دليل على ذلك.