يتقدم لامتحان الثانوية العامة قرابة (٨٨) ألف طالب وطالبة في غزة والضفة. يتميز امتحان الثانوية العامة بحالة اهتمام خاصة من الطلبة، وعائلاتهم، ووزارة التربية والتعليم، وأجهزة الشرطة ووسائل الإعلام.
جرت محاولات عديدة من جهات تربوية وحكومية لتخفيض حالة التوتر المصاحِبة لامتحانات الثانوية العامة، من خلال تخفيض حالة الاهتمام الخاصة بها، وجعلها في طبقة امتحانات الثاني الثانوي، ولكن كل الإجراءات التربوية وغير التربوية التي اتخذتها الوزارة والوزارات الأخرى، ووسائل الإعلام لم تنجح في الوصول للهدف المنشود، وبقيت الحالة الخاصة وما يسكنها من توتر واهتمام مرتفع الدرجة قائمة حتى الساعة، وكأن المشكلة مستعصية على الحال.
الأسرة التي فيها طالب في التوجيهي تعيش عامًا خاصًّا مسكونًا بقلق، وبالحاجة لتوفير الظروف المناسبة لابنها طالب التوجيهي، وكذا يعيش الطالب والطالبة القصة نفسها، ومن لا حاجة له بدروس تقوية خاصة يحثه أهله على أخذها، ويقتطعون ثمنها من طعامهم وشرابهم، لكي يوفروا لابنهم فرصة جيدة للنجاح.
الإجراءات البيتية المبالغ فيها هي شكل من أشكال أخرى غير تربوية، ولا مسوغ لها، وليست لها علاقة بالنجاح وخلافه، ولعل من أغرب مظاهر هذه المبالغات التي لا تنتمي للعملية التربوية ولا لفكرة النجاح ما نشاهده في هذه السنة، وشاهدناه في السنة الماضية من مصاحبة آباء وأمهات لأولادهم وبناتهم لقاعات الامتحان، والجلوس خارج سور المدرسة، بعضهم يقرأ القرآن بنية التوفيق لولده، وآخر يدعو الله بنية التوفيق لابنته، وآخر يجلس صامتا قلقا في انتظار خروج ابنه أو ابنته، وجميعهم في حالة قلق وكأن الامتحان بلاء ومصيبة، أو معركة حربية، وهي حالة لا يفعلونها مع أبنائهم فيما قبل التوجيهي.
الوضع الحالي المسكون بهذه الظواهر يزيد الطلبة قلقا وتوترا، ولا يحكي حياة علمية ناجحة تقوم على القراءة والفهم والتحصيل والتوكل على الله. إنها مظاهر اجتماعية سلبية وتحتاج لعلاج أو اقتلاع، ولكن من ذا الذي بيده عصا سحرية للعلاج؟ هل يملك التربويون هذه العصا، أو هي ملك للآباء والأمهات، أو هي ملك للوزارة والشرطة؟ نريد ممن يملك العصا أن يقدم لنا حلًّا عاجلًا قبل أن تستعصي الحالة على العلاج.
اللهم وفق طلبة الثانوية، ويسر لهم سبل النجاح.