قال البيت الأبيض يوم الاثنين إن المناورات العسكرية الصينية في مضيق تايوان وبحر جنوب الصين تعكس تزايد الأعمال العدائية لبكين، في حين اتهمت الخارجية الصينية الولايات المتحدة بإثارة المشاكل.
وذكر البيت الأبيض أن "تصاعد عدوانية الجيش الصيني تزيد احتمال وقوع خطأ يؤدي في النهاية إلى التسبب بجرح شخص ما".
وجاء الانتقاد الأميركي بعدما اتهمت البحرية الأميركية السبت سفينة صينية بالإبحار المتعرج "غير الآمن" حول مدمرة أميركية في مضيق تايوان، بعد أقل من 10 أيام من حادث جوي بين البلدين في المنطقة نفسها.
ونشرت البحرية الأميركية الأحد تسجيلا مصورا لاقتراب سفينة حربية صينية من مدمرة أميركية في مضيق تايوان، والعبور من أمامها بطريقة وصفتها البحرية الأميركية بأنها "غير آمنة".
وقال الجيش الأميركي إن المدمرة الأميركية "تشونغ هون" والفرقاطة الكندية "مونتريال" كانتا تجريان عبورا "روتينيا" للمضيق السبت الماضي، عندما قطعت السفينة الصينية الطريق أمام المدمرة على مسافة 137 مترا.
وأضاف البيت الأبيض أن الجيش الأميركي سيواصل الإبحار والطيران في المياه والأجواء الدولية، على الرغم من الاعتراضات الصينية.
قنوات الاتصال
ورغم تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن، قالت واشنطن إنها حققت تقدما فيما يخص فتح المزيد من قنوات الاتصالات مع الصين.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن دانييل كريتنبرينك مساعد وزير الخارجية لشرق آسيا والمحيط الهادي، وسارة بيران مديرة شؤون الصين وتايوان بمجلس الأمن القومي الأميركي، عقدا اجتماعات اليوم الاثنين مع مسؤولين صينيين في العاصمة بكين بحضور السفير الأميركي هناك نيكولاس بيرنز.
وأشار البيان إلى أن الاجتماعات جرت مع ماتشاو شو النائب التنفيذي لوزير الخارجية الصيني، ويانغ تاو المدير العام لشؤون أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الصينية.
وتقول الخارجية الأميركية إن الجانبين أجريا مباحثات وصفت بالصريحة والمثمرة، "كجزء من الجهود الجارية للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة والبناء على الدبلوماسية الرفيعة المستوى بين البلدين، كما تبادل الجانبان كذلك وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بمضيق تايوان وقنوات الاتصال بين الجانبين.
الانتقادات الصينية
وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين اتهم الولايات المتحدة بإثارة المشاكل، في إشارة إلى حادثة اعتراض سفينة حربية صينية مدمرةً أميركية في مضيق تايوان.
وأضاف المتحدث الصيني أن تعامل بلاده مع الحادث قانوني، وأن إجراءات الجيش الصيني كانت ضرورية للتعامل مع ما وصفه بالاستفزاز.
والأحد، حذّر وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو -خلال كلمته في منتدى "حوار شانغريلا للأمن والدفاع" في سنغافورة- من إقامة تحالفات عسكرية شبيهة بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ووصف لي "محاولات الدفع من أجل تحالفات شبيهة بحلف الناتو في منطقة آسيا والمحيط الهادي، بأنها وسيلة لاختطاف الدول الإقليمية وتضخيم الصراعات والمواجهات".
في المقابل، نفى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتهامات بكين لبلاده بالسعي إلى إنشاء تحالف في منطقة المحيطين الهندي والهادي على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأضاف أوستن في مؤتمر صحفي مع نظيره الهندي في نيودلهي أن بلاده تعمل مع دول في المنطقة تشاركها الأفكار والقيم نفسها.