الأمل وحده هو ما يعيش عليه مرضى قطاع غزة؛ هذا الأمل صار حجمه أكبر بعد توارد أخبار المصالحة الفلسطينية مؤخرًا؛ حقًا المرضى أكثر من أي أحدٍ آخر يتمنون أن تتحقق المصالحة هذه المرة؛ فــ"أزمة القطاع الصحي" واحدة من أكبر أزمات قطاع غزة التي يود سكانه بشدة أن ينجح في تجاوزها؛ لا سيما فيما يتعلق بتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية للمستشفيات؛ والسماح للمرضى بالعلاج في الخارج؛ وذلك أقصى مُناهم.
بالقرب من جهاز "الغسيل الكلوي" تسمّر عبد الكريم دلول، وهو ينظر تارةً إلى طفله عبد الكريم (16 عامًا) وتارةً أخرى إلى الجهاز الغسيل وحركته والصافرات التي تنبعث منه وتشير إلى مواصلة العملية.
ويضطر عبد الكريم، وفق والده إلى المجيء لقسم "الغسيل الكلوي" في مجمع الشفاء الطبي، ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة أربع ساعات للجلسة الواحدة، في حين يحتاج عددٌ من المرضى لعمليات زراعة الكلى.
ويأمل دلول، أن يتم تحقيق المصالحة الوطنية لينتهي الانقسام؛ ومن ثم يسمح لكل احتياجات مرضى مستشفيات القطاع، من أدوية وأجهزة، بالدخول؛ كي يتمكن مرضى "الفشل الكلوي" من الغسيل دون الانتظار لساعات طويلة، كما أن السماح لهم بالعلاج في الخارج وزارعة الكلى من شأنه أن يمنحهم الحياة بعد أن وهنت أجسامهم بسبب المرض؛ قالها الأب بأسى.
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى محمود (اسم مستعار) الذي يعاني من إصابته بسرطان القولون عن سابقه، إذ يأمل تحقيق المصالحة عله يسافر للعلاج بالخارج وينجو من المرض العضال.
ويشير محمود (54 عامًا) إلى أنه طوال الأشهر الماضية لم يتوقف عن إرسال طلبات السفر لدائرة العلاج بالخارج كي يتمكن من تناول الأدوية التي يحتاج إليها ولحمايته من تفشي المرض في مختلف أنحاء جسده.
ويتردد محمود بين الفينة والأخرى على مستشفيات القطاع، وعلى الأطباء المختصين في سرطان القولون كي يتمكن من محاصرة مرضه ليسهل التخلص منه قبل تفشيه _لا سمح الله_.
وكغيره من مرضى مجمع الشفاء الطبي؛ يدعو حركتي فتح وحماس لبذل قصارى جهدهما لإنجاز ملف المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام بين شطري الوطن؛ وتوفير كل احتياجات المرضى واستئناف التحويلات العلاجية إلى مستشفيات الداخل المحتل قبل أن يباغتهم الموت.
وكانت وزارة الصحة في غزة، حذرت من ارتفاع أعداد المتوفين من المرضى لا سيما الأطفال جراء وقف السلطة الفلسطينية إصدار التحويلات العلاجية لمرضى القطاع.
وفي وقت سابق، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إنه رصدَ تقليص السلطة في رام الله للتحويلات الطبية لمرضى غزة للعلاج في الخارج بنسبة 75% الشهر الماضي.
وبلغ عدد وفيات وقف التحويلات الطبية؛ 30 مريضًا من بداية العام الجاري، وفق وزارة الصحة في غزة.