فلسطين أون لاين

حماس لا تخشى الانتخابات ومستعدة لها إذا كانت الظروف طبيعية

يوسف : حماس قدمت مبادرة مصالحة واضحة وعلى السلطة اتخاذ خطوات عملية

...
حسن يوسف (أرشيف)
رام الله / غزة - يحيى اليعقوبي

شدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية النائب د. حسن يوسف على ضرورة عدم الرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية في ملف المصالحة الفلسطينية، وأن يكون لدى الفلسطينيين إصرار وتحدٍ للذهاب نحو وحدة فلسطينية شاملة.

وقال يوسف في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، أمس: "إن ما أقدمت عليه حماس من خلال خطوات عملية جادة ومبادرة لها رؤية واضحة بحل اللجنة الإدارية الحكومية بغزة، يؤكد أن حماس، على أتم الاستعداد ومنذ زمن بعيد، بأن تقدم على هذا الامر من أجل انهاء الانقسام وانجاز المصالحة".

واستدرك: "لكن أرى أن السلطة وفتح، لم يتجاوبوا بشكل جاد مع هذه الخطوة، مع أنهم كانوا يقولون في مرحلة من المراحل إننا سنقوم بخطوات متزامنة حينما تقوم حماس بحل اللجنة الإدارية، وسنرفع العقوبات عن قطاع غزة".

وأضاف: "صحيح أن هناك أصواتا ايجابية بفتح، لكننا لا نريد أقوالا ايجابية بل خطوات جادة تؤكد أن الجميع يسعى جاهدا للتحرك الجاد مع حماس، من أجل السعي جادين لإنهاء الانقسام وايجاد المصالحة".

إعاقة جهود المصالحة

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يدخر جهدا في اعاقة جهود المصالحة، مشيرا لتصاعد الاعتقالات الليلية والمستمرة من قبل قوات الاحتلال ضد أبناء حماس بالضفة.

وأضاف: "كما نجد الأجهزة الأمنية بالضفة تقوم بمثل هذه الاعتقالات بالتزامن مع خطة حماس بإعلان إلغاء وحل اللجنة الادارية الحكومية بغزة، من خلال الاعتقالات والاستدعاءات لأبناء الحركة وبشكل مستمر، وهذا ليس في مصلحة الشعب، ولا يسهم في إنهاء الانقسام".

وتابع القيادي بحماس: "هناك رؤية عند البعض – في إشارة إلى حركة فتح- وكما لاحظنا في المرات السابقة التي كانت تنطلق فيها المصالحة، بفرض حالة وواقع بأن تكون المصالحة في طريق والقبضة الأمنية بطريق آخر"، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون مصالحة حقيقية اذا بقيت القبضة الأمنية بالضفة تسير وفق سلوكها السابق.

وشدد على ضرورة توفير أجواء صحية قبل إجراء الانتخابات العامة الشاملة للمجلس الوطني والتشريعي والانتخابات البلدية.

وأكد يوسف كذلك أنه لا بد أن يعود المجلس التشريعي ويأخذ دوره وينظر بجميع القوانين والإجراءات التي اتخذت خلال تغييبه عن واقع الحياة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الظروف الحالية في ظل قبضة أمنية مشددة وتدني مستوى الحريات بالضفة "لن تكون لها ثمرة إيجابية تؤدي لأن يختار الشعب القيادة التي يريدها، ولا يمكن أن تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة".

كما لفت الانتباه إلى أن حماس بالضفة لا تخشى الانتخابات ومستعدة لها اذا كانت الظروف طبيعية، مشيرا إلى وجود تأييد شعبي عارم وقاعدة شعبية واسعة للحركة بالضفة.

ورداً على سؤال إن كان الاحتلال يهدف من خلال تغييب كوادر حماس وملاحقتهم لاستئصال الحركة من الضفة، قال: "لا يمكن لأحد أن يستأصل حركة كحماس بحجمها وقاعدتها العريضة وامتدادها الداخلي والخارجي، فلا يوجد قوة على الأرض تستطيع أن تستأصل حماس من الواقع الفلسطيني".

وأشار إلى أن الاحتلال والسلطة وفي اطار التضييق على حماس، أغلقوا المجلس التشريعي والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والتربوية والدعوية، ومنعوا أبناء حماس من خطب الجمعة والمواعظ، والإمامة، "حتى أنه ليس من السهل أن يتوظف أي شخص من حماس بالسلك المدني بالسلطة"، مستدركا: "لكن القواعد موجودة وصوتنا عالٍ ولا أحد يستطيع قطع علاقاتنا مع بعضنا البعض أو مع الناس".

ولفت يوسف إلى وجود محاولات ومساع لتغييب حماس وقياداتها وكوادرها وعناصرها المؤثرة عن واقع الحياة بالواقع الفلسطيني، في ظل وجود تعاون بين السلطة والاحتلال على كافة المستويات تحديدا الأمنية.

وأشار يوسف إلى أن حماس بالضفة لا تبني علاقات بعيدة عن سياستها العامة، وأن حماس في كافة المناطق وحدة واحدة ولها موقف واحد في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، بكافة الفصائل بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لبحث مستجدات القضية والمسارات السياسية والخيارات التي يجب أن يبحث عنها الشعب من أجل الحفاظ على حقوقه.

المقترحات الأمريكية

وبشأن المقترحات الأمريكية بحكم ذاتي للسلطة وشطب خيار حل الدولتين، حذر يوسف من أي مشروع تسوية يفرض على الشعب الفلسطيني وينتقص من أي حق من حقوقه.

وقال: "هذا ليس مقبولا، فهناك حقوق ثابتة ولا يمكن تجاوزها، وإن أي حل مغاير لحقوق الشعب الفلسطيني ولا ينسجم مع مشروع المقاومة لا يمكن القبول به ولا تستطيع أي قوة بالعالم فرضه على الفلسطينيين، وأن من يقبل به منهم لن يلزم به الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه"، لافتا إلى أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني أمام تلك المحاولات.

واقع الضفة

ولدى سؤاله عن امكانية اتساع رقعة المواجهة من جديد مع الاحتلال، بين أن الأمور بين مد وجزر ولكن هناك احتكاك مع الاحتلال بأكثر من موقع ونقطة تماس بالضفة، إلا أن التنسيق الأمني له دور بالحد من نشاطات المنتفضين.

وأعرب عن اعتقاده بأن "الأوضاع السياسية والميدانية في الضفة الغربية يمكن أن ترتفع وتيرتها بأي لحظة بناء على التطورات الحاصلة في قضيتي القدس والاستيطان والتي تحفز الشباب على المواجهة"، كما حدث خلال هبة المقدسيين في 14 يوليو/تموز الماضي، والتي أجبرت الاحتلال على ازالة البوابات الإلكترونية التي حاول فرضها كواقع جديد.

إلا أنه ذكر أن أصحاب مسار التسوية وحتى هذه اللحظة، :معنيون بأن يبقوا على هذه المسيرة، لأنهم ليسوا مستعدين للبديل لا من قبل السلطة ولا من النظام العربي الرسمي".

وأشار إلى أن البديل هو مواجهة الاحتلال بكافة الوسائل، وأن تصطف قوى الممانعة لأبناء الشعب الفلسطيني، مع قوى الممانعة العربية التي ترفض هضم حقوق الشعب.