أكد المشرف العام لـ"منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو" بالضفة الغربية حسن مليحات، أن التجمعات البدوية الفلسطينية المنتشرة في الضفة تتعرض لمجزرة من الهدم والترحيل القسري من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وأوضح مليحات لصحيفة "فلسطين" أمس، أن التجمعات البدوية الفلسطينية تنتشر بكثرة فوق المرتفعات الشرقية للضفة وغالبيتها تقع في مناطق (ج) التي تمثل 62% من مساحة الضفة، إذ يتبادل الاحتلال والمستوطنون فيها الأدوار بارتكاب الجرائم المخالفة للمواثيق الدولية ضد البدو الفلسطينيين.
وبيّن أن البدو يتعرضون لتطهير عرقي ممنهج ومبرمج تنفذه حكومة الاحتلال تحت مُسمى "الاستيطان الرعوي"، وهو صيغة مبتكرة جديدة تهدف إلى ترحيل التجمعات البدوية، وخلق بيئة طاردة لهم من أجل إحلال المستوطنين بدلًا منهم.
اقرأ أيضًا: التفكجي: عدم اعتراف السلطة بالتجمعات البدوية دفع (إسرائيل) لهدمها
وشدد على أن "التجمعات البدوية تعيش أوضاعًا صعبة جدًا، إذ لا يتمتع القاطنون فيها بحقوقهم التي نص عليها القانون مثل التعليم والصحة وغيرها"، مشيرًا إلى أن تعداد البدو يصل إلى 200 ألف نسمة منتشرين في الضفة، ولا يوجد لهم مؤسسات كالمدارس والمجالس المحلية.
وأضاف أن "التجمعات البدوية لم تحظَ بأي دعم منذ قدوم السلطة إلى الأراضي الفلسطينية على أثر توقيع اتفاقية أوسلو 1993، إلا بدعم موسمي لا يرقى لمستوى معاناة البدو".
وتابع مليحات أن "المناطق التي ينتشر فيها البدو مليئة بالثروات الطبيعية وهو ما يجعلها هدفًا للاحتلال للسيطرة عليها وإقامة البؤر الاستيطانية وإحلال المستوطنين".
وجدد التأكيد بأن الاحتلال يعمل على ترحيل البدو قسريًا لـ"إعادة هندسة الوجود الفلسطيني" في هذه المناطق، بحيث يتفوق تعداد المستوطنين على الفلسطينيين، وإخلائها لغايات التوسع الاستيطاني، والاستفادة من الثروات الطبيعية في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن أهالي التجمعات البدوية يتسلحون بالصبر، ويتصدون للاحتلال بالرغم من قلة الإمكانيات في ظل قسوة الحياة التي يعيشونها.
وانتقد مليحات حالة الصمت من المؤسسات الحكومية والحقوقية تجاه جرائم الاحتلال في التجمعات البدوية، قائلًا: "البدو يشعرون أنهم في غربة داخل وطنهم بسبب اشتباكهم مع الاحتلال وحدهم".
اقرأ أيضًا: 38 انتهاكًا بحقّ التجمعات البدوية في شهر فبراير
وأفاد بأن عدد الانتهاكات التي رصدتها منظمته في شهر مايو/ أيار الماضي بلغ 48 انتهاكًا.
ونبّه إلى أن الاحتلال يرتكب انتهاكات ضد التجمعات البدوية بشكل شبه يومي في محاولة لخلق بيئة طاردة، وسياسة إفقار التجمعات البدوية التي تعتمد على تربية المواشي والاغنام، إضافة إلى حرمانهم من الخدمات الأساسية.
وذكر أن الاحتلال يستهدف بعض التجمعات البدوية استهدافًا أكبر من غيرها مثل الأغوار لكونها تمثل 30% من مساحة الضفة، وتضم ثروات طبيعية، وأحواضًا مائية، وصالة للزراعة، عدا عن أهمية موقعها الإستراتيجي.
واضطرت 37 عائلة تقطن في تجمع "عين سامية" البدوي، إلى الرحيل عن أرضهم في الثالث والعشرين من شهر مايو/ أيار الماضي، بفعل تشديد الخناق عليهم من سلطات الاحتلال والمستوطنين.