كثيرة هي الأحلام والأماني لدى أغلبية الغزيين لكن القدس والمسجد الأقصى خصوصية في نفوسهم حيث تحول القيود الأمنية الاحتلال دون الوصول إليها. ولجعل المستحيل ممكنًا منحت سجى أبو دلال من خلال مشروعها "Pal VR" الشبان الفلسطينيين تذكرة افتراضية للتجول بين الأماكن الأثرية والسياحية والدينية المقدسة في فلسطين.
عبر تقنية الواقع الافتراضي وتقنية التصوير 360 درجة، تصطحب سجى مع فريقها الفلسطينيين في القدس إلى البلدة القديمة بغزة ومنها ينطلق سكان القطاع إلى زيارة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وعديد الأماكن ذات الأهمية التاريخية لتجمع بين المقدسيين والغزيين، والمغتربين كذلك، في جولة سياحية واحدة دون حواجز.
تعزيز الهوية
تقول سجى: إن "Pal VR" سيأخذ كل فلسطيني لكل مكان يشتاق له قلبه، ليشبع به عينيه برؤيته، سيشاهد فلسطين حرة كما يحلم، مبينة أن المشروع ينفذه مجموعة من الشباب الذي تتنوع مهامهم ما بين التصوير في قطاع غزة، والقدس حيث يتولى مهمة في غزة المصور محمد الحلو، وفي القدس المحتلة عصام الأشهب، فيما تقوم آلاء حمادة بكتابة المحتوى للفيديوهات، أما سمية وادي فتكتب نصوص أدبية وشعرية ترفق في الفيديوهات، ورنا أبو دلال تتولى التعليق الصوتي.
تقول سجى لـ"فلسطين": "جاءت الفكرة بسبب فرض الاحتلال الإسرائيلي الحدود بين المدن الفلسطينية، بالإضافة إلى رغبة المغتربين بزيارة فلسطين، وكذلك الرغبة الجامحة لأهالي غزة بزيارة القدس، والعكس زيارة المقدسيين، وغيرهم لغزة ورفض الاحتلال ممارسة أبسط حقوقهم".
وتتابع: "ركزت على البلدة القديمة لإظهار الأماكن التراثية، والتاريخية المهمة فيها وتمكين التجول فيها رقميًا، ومعايشة تفاصيلها كما هي على أرض الواقع، وتعزيز الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال طمسها، وطمس تراثنا".
وتشير سجى إلى أن المشروع ممول ذاتيًا من أعضاء الفريق، حيث ابتاعت كاميرا بتقنية 360 درجة، وتعلمت كيفية التصوير فيها، وتعلمت المونتاج لتقدم فيديوهات محترفة للفلسطينيين في كل مكان.
مراحل السفر افتراضيًا
وعن المراحل التي تمر بها المقاطع المرئية المنشورة عبر منصة "يوتيوب"، تذكر أن المرحلة الأولى تبدأ بالتقاط صور وفيديوهات بكاميرا تدعم تقنية التصوير 360 درجة، ومن تعمل على معالجتها رقميًا، ومن ثم تعرض تلك المقاطع على كاتب المحتوى لكتابة نص يعبر عن محتوى الصورة، ومن ثم يأتي دور المعلقة الصوتية لتمنح المقاطع جمالًا، وإثارة وتشويق، ومن ثم يتم عرضها على منصات التواصل الاجتماعي.
وتلفت سجى إلى أن الفيديوهات الملتقطة بزاوية 360 درجة تسمح بإظهار تفاصيل الأماكن التاريخية، والأثرية، وتعطي المشاهد انطباعًا كأنه يتجول بنفسه داخل المكان.
تصوير وتعليق
وينتقل المصور محمد الحلو بين أزقة البلدة القديمة، وبعض المناطق السياحية لالتقاط صور تظهر جمالها غزة حيث يلتقط ثلاثة مشاهد للمكان، ويعمل على جمعها بطريقة بانورامية.
ويقول الحلو الذي يتولى التصوير وعملية مونتاج وإخراج الفيديوهات لـ"فلسطين": "بعد التقاط الصور أقوم بإسقاط التعليق الصوتي ودمجه مع اللقطات، ومن ثم يأتي دور المونتاج بربط المشاهد التي يلتقطها المصور المقدسي لمدينة القدس، مع مشاهدي لتشكل جولة افتراضية كاملة".
ويتابع الحلو: "من ثم تأتي مرحلة كتابة المحتوى على الفيديوهات عند نشرها على منصات التواصل الاجتماعي".
ويسعى مع فريقه لتطوير المشروع من خلال ترجمة الفيديوهات للغة الإنجليزية تلائم الجمهور غير الناطقين باللغة العربية، والفلسطينيين المغتربين.
ويحلم الشاب الحلول بزيارة الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس والأراضي المحتلة عام 48م، والتقاط الصور لكل شبر فيها دون حواجز، وموانع إسرائيلية، مؤكدًا على أن هذا حق لابد أن يمارسه كل فلسطيني على أرضه.
عن التعليق الصوتي الذي تؤديه رنا أبو دلال، تقول الشابة: "يعمل التعليق الصوتي كدليل سياحي للمشاهد. هدفنا ربط قلوب المغتربين الذين لا يستطيعون الوصول لبلادهم (...) نريد توحيد القلوب، والبوصلة نحو فلسطين".
وتتابع: "بصوتي أحاول أن أشعرهم كأنهم في المكان، وكأني صديق، أو مرشد سياحي يعرفهم عن الأماكن، ويعطيهم معلومات تاريخية، وجغرافية عنها".