فلسطين أون لاين

بيسان.. جاذبة الأنظار

...
غزة/ أدهم الشريف:

تلتقي مجموعة من الخصائص التي تجعل من مدينة بيسان واحدة من أهم مدن فلسطين شمالاً، وهي محتلة منذ نكبة 1948، وتعد من أقدم المدن الفلسطينية، وتقع على بعد 83 كيلومترًا شمال شرق مدينة القدس.

ويحظى موقع بيسان بأهمية جغرافية بسبب نشأتها فوق قواعد الحافة الغربية للغور، وفي سهل بيسان الذي يعد حلقة وصل بين وادي الأردن شرقًا وسهل مرج ابن عامر غربًا، وتشرف المدينة على ممر وادي جالود؛ إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج ابن عامر.

كما أن بيسان ترتبط بشبكة مهمة من طرق المواصلات، وقد جذب موقعها الأنظار فكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر، ومعبرًا للغزوات الحربية بينهما أيضًا.

وبينما كانت بيسان تتعرض لهجمات البدو المستمرة من الشرق، كانت تتصدى لها من خلال موقعها بصفتها حارساً على خط الدفاع الأول عن المناطق الزراعية الخصيبة في سهل ابن عامر والسهل الساحلي لفلسطين، حتى أنها أصبحت بمرور الزمن مكانًا لاستقرار التجار والغزاة أيضًا.

ويتزامن ازدهار المدينة مع الاحتلال البريطاني لفلسطين، بسبب أهمية موقعها الجغرافي وكونها مركزًا إداريًا في شمالي فلسطين.

وتجلى ذلك في ازدياد سكان المدينة من ألفين تقريبًا عام 1922 إلى أكثر من 3 آلاف عام 1931، وإلى 5.180 نسمة عام 1945.

وتطورت المدينة عمرانيًا نتيجة إنشاء بلدية فيها، وقام المجلس البلدي بتعبيد شوارعها، وغرس أشجار الكينا، وجفف الكثير من مستنقعاتها ليدرأ أخطار مرض الملاريا.

ومما يؤكد اهتمام المجلس البلدي بتطوير بيسان زيادة نفقات البلدية من 1.653 جنيهًا فلسطينيًا عام 1927 إلى 8.076 جنيهًا فلسطينيًا عام 1944، وزيادة عدد رخص البناء من 43 رخصة بناء عام 1932 إلى 62 رخصة عام 1940.

وأقيم في بيسان مستوصف بلغ عدد الذين ترددوا عليه للعلاج عام 1944 نحو 6.771 شخصًا منهم 1.218 مصابًا بالملاريا، و1.873 مصابًا بأمراض العيون.

وقد شهد التعليم في بيسان تطورًا، إذ بلغ عدد طلاب مدارس الحكومة عام 1942- 1943، نحو 366 طالبًا، وعدد الطالبات 243 طالبة.

كان 12 مايو/ أيار 1948، يومًا أسود في حياة بيسان عندما استولت العصابات "الصهيونية" على المدينة وطردوا الفلسطينيين سكانها الأصليين الآمنين من ديارهم.

وظلت بيسان مدينة مهجورة سنة كاملة قبل أن تدمرها العصابات وتهدم بيوتها، ثم أعادت سلطات الاحتلال بناء المدينة بعد أن غيرت معالمها الأثرية والتاريخية، ووطنت مئات العائلات اليهودية فيها.

وساهم ذلك في زيادة عدد المستوطنين اليهود من 1.200 يهودي سنة 1950 إلى 10.050 سنة 1961، وإلى 12.800 في 1966، وإلى 13.500 في 1968، في حين بلغ 16.100 يهودي في 2001، وفق ما توثقه إحصائيات أوردتها موسوعة القرى الفلسطينية.

ومرت مدينة بيسان بعد من سنوات احتلالها بظروف اقتصادية صعبة دفعت العديد من مستوطنيها اليهود إلى مغادرتها بسبب ذلك.

ولقد كانت بيسان مدينة زراعية بالدرجة الأولى لوقوعها في قلب سهل بيسان، حيث المياه الوفيرة والأرض المنبسطة والتربة الخصبة.

واقتصرت الصناعة في بيسان على الصناعات التقليدية الخفيفة كمنتجات الألبان وطحن الحبوب، وعصر الزيتون، والتمر، والحصير، والشعير، والوبر، والصوف، وتجفيف الفواكه، ثم تطورت الصناعة حاليًا إلى صناعات النسيج والمدائن (البلاستيك) والمعادن والآلات الكهربائية.