اقتحامات اليهود والمستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى تزداد وتتكاثر في ظل حكومة نتنياهو-بن غفير، وحين يشارك في الاقتحام وزير من حكومة نتنياهو تتوالى تصريحات الشجب والاستنكار، ولكن تصريحات الشاجبين لا تملك حلًّا، ثم تتواصل عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وتزداد، وآخرها اقتحام بن غفير الوزير في حكومة نتنياهو للأقصى بعد يومين من مسيرة الأعلام، زد على ذلك أن نتنياهو عقد جلسة حكومته في نفق تحت المسجد الأقصى، وكأن البلاد على سعتها ضاقت به وبحكومته، فلم يجدوا حلًّا للمكان إلا تحت المسجد الأقصى، حرسه الله.
إن القضية الشائكة ليست في الاقتحامات، ولا في عقد جلسة الحكومة في نفق تحت المسجد، فهذان الفعلان لا يمثلان الهدف الرئيس من القيام بهما بشكل محسوب ومكرر، ولكن الهدف إسرائيليًّا هو الانتقال بالعمل المتدرج من حالة إلى حالة، حتى تتم عملية السيطرة العملية على المسجد الأقصى، واقتسامه مع المسلمين كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، أي هدمه لإقامة هيكل داود!
جيد أن نعرض عليك في هذا المقال الجهات التي استنكرت اقتحام الوزير بن غفير للمسجد الأقصى، وهي جهات عديدة منها: الإمارات المتحدة، وقطر، ومجلس التعاون الخليجي، والتعاون الإسلامي، والتشريعي بغزة، والأوقاف بالقدس، والسلطة الفلسطينية، والبرلمان العربي، ومصر، وغيرهم.
هؤلاء المستنكرون من المؤكد أنهم يدركون غاية بن غفير وغيره من الاقتحامات، فالغاية ليست الزيارة، ولكن التملك والاقتسام المكاني والزماني، لذا هم يستنكرون، ولكن تصريحاتهم المستنكرة لا تقدم حلًّا يمنع المخطط الصهيوني العدواني، لذا فتصريحاتهم عند حكومة الاحتلال بلا قيمة ولا وزن، وهي عندنا كمرابطين في فلسطين لا تقدم ولا تؤخر، إذ لا قيمة عادة لقول بلا عمل.
جلّ المستنكرين لهم علاقات تجارية مع (إسرائيل)، ولهم تطبيع جيد في العلاقات معها، ولو أرادوا إسناد القول بالفعل، لهددوا بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وعند ذلك فقط يكون لتصريحاتهم قيمة ذات مغزى عند المحتل وعند الفلسطينيين.
للأسف هم يعلمون ذلك ويدركونه أكثر منا، ولكنهم لا يملكون إرادة العمل لحماية المسجد الأقصى، أو مغلوب على أمرهم، ولهم حدود يحذر عليهم تجاوزها، وهنا تكمن مشكلة المرابطين مع الشاجبين المستنكرين على شكل مفارقة مؤلمة بين القول والعمل، الضعيف يعمل، والقوي يقول ولا يعمل!