تحارب سلطات الاحتلال أي مظهر من المظاهر الوطنية الفلسطينية التي تدلل على انتماء فلسطينيي الداخل المحتل، فعملت على المصادقة بالقراءة التمهيدية، على قانون يقضي بمنع رفع العلم الفلسطيني رفعًا جماعيًا، وقمع الاحتجاجات وتنفيذ اعتقالات وفرض عقوبة السجن على متظاهرين في حال رفعهم للعلم الفلسطيني.

وجاءت موافقة الكنيست على القانون، الأربعاء الماضي، ضمن القرارات التي تعمل عليها سلطات الاحتلال، للتضييق على أهالي الداخل المحتل، وقمعهم، وعزلهم عن محيطهم الفلسطيني والعربي. 

وتسعى دولة الاحتلال إلى إنهاء الوجود الفلسطيني بالداخل المحتل، بالقرارات المستمرة التي تتخذها ضد أهالي الداخل، وقمعهم وزيادة التضييق عليهم.

وأيّد مشروع القانون المقترح الذي قدمه عضو الكنيست ألموغ كوهين، عن حزب "عوتسما يهوديت"، 54 عضو كنيست، مقابل معارضة 16 عضوًا.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يقرُّ مشروع قانون حظر رفع العلم الفلسطيني

ويحظر "القانون" إذا مُرّر بالقراءات الثلاث، كل وقفة أو مظاهرة يُرفع فيها العلم الفلسطيني أو "أعلام معادية" من قبل 3 أشخاص على الأقل، في حين يتيح تنفيذ اعتقالات وفرض عقوبة السجن على كلّ من يرفع العلم الفلسطيني.

الخبير في الشأن الإسرائيلي، النائب العربي السابق في الكنيست عباس ذكور، يؤكد أنّ العلم الفلسطيني رُفع في جميع مدن الداخل المحتل، بالرغم من مضايقات سلطات الاحتلال.

ويقول ذكور في حديثه لـ"فلسطين": "في الوقت الحالي يوجد سهولة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتمرير أيّ قوانين تُضايق أو تقمع الفلسطينيين في الداخل المحتل، بسبب وجود حكومة يمينية متطرفة تريد إرضاء كل الشارع الإسرائيلي".

ويوضح ذكور أنّ تحرك "قانون" منع رفع العلم الفلسطيني، جاء بعد رفع علم فلسطين في جامعة (تل أبيب) قبل أيام خاصة في ذكرى النكبة، لذلك سارع الكنيست إلى تمرير قانون منع رفع العلم الفلسطيني بالصورة التمهيدية.

ويُشير إلى أنّ أهالي الداخل المحتل بحاجة إلى معالجة القضايا التي يعانونها والمهملة من سلطات الاحتلال كعدم محاربة الجريمة، وهو ما يزيد من حالات القتل بين فلسطينيي الداخل، وليس الذهاب إلى إصدار قرارات من "الكنيست" كمنع رفع العلم الفلسطيني.

اقرأ أيضًا: نشطاء: قانون منع رفع العلم لن يردع فلسطينيي الداخل عن مواصلة نضالهم

بدورها، تؤكد الناشطة السياسية في الداخل المحتل، سيرين جبارين، أنّ موافقة الكنيست بالقراءة التمهيدية لمنع رفع العلم الفلسطيني، يهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في الداخل، ومنع أيّ فعاليات وطنية.

وتقول جبارين في حديثها لـ"فلسطين" :"مثَّل رفع العلم الفلسطيني في مدن الداخل حالة غضب لدى المستوطنيين لذلك ذهبوا إلى الكنيست من أجل إقرار قانون بمنع رفع العلم نهائيًّا".

وتضيف جبارين: "يحاول الاحتلال في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة، عدم مشاركة الفلسطينيين في المجتمع  العربي في أيّ فعاليات وطنية كذكرى النكبة، أو التفاعل مع الأحداث".

ويوضح أنّ الفلسطينيين سيواصلون الحفاظ على هويتهم الفلسطينية والعربية، بالرغم من أيّ قرارات تصدر لمنع رفع العلم الفلسطيني، أو المشاركة في الفعاليات.