قبل ساعات من بدء "مسيرة الأعلام" التهويدية في مدينة القدس المحتلة، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي درجة جهوزيته، ونصب منظومة القبة الحديدية، لعجزه عن قراءة وتوقع سلوك المقاومة في مختلف الساحات، وكيفية ردها على أي خروقات من قوات الاحتلال ومستوطنيه.
وسترفع دولة الاحتلال درجة التأهب إلى أعلى مستوى اليوم الخميس، لتأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، المتوقع أن يشارك بها عشرات آلاف المستوطنين بمن فيهم وزراء من حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وجاءت حالة الاستنفار والتوتر داخل دولة الاحتلال، بعد نشر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تغريدة عبر قناتها في تطبيق "تليجرام" صورة تضمنت في خلفيتها صواريخ وكتب عليها "سيف القدس.. لن يغمد"، وذلك في الذكرى الثانية لمعركة سيف القدس التي اندلعت عام 2021 ردّا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح.
وتعكس حالة الاستنفار الأمنية لجيش الاحتلال مع بدء "مسيرة الأعلام"، حالة الخوف التي أحدثتها المقاومة، وقدرتها على شل دولة بأكملها، وإلحاق خسائر بشرية واقتصادية بها.
المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي يؤكد أن جيش الاحتلال يدرك جيدًا عدم توقعه لفعل المقاومة الفلسطينية تجاه تحركاتها حول العديد من الملفات، لذلك يتحسب لتدخلها لإفشال "مسيرة الأعلام".
ويقول الرفاتي في حديثه لـ"فلسطين": "استنفار الاحتلال ونصبه للقبة الحديدية، هدفه الرغبة في عدم تعرضه لضربة كبيرة من المقاومة، وإحراجه أمام المجتمع الداخلي الإسرائيلي، خاصة أن هناك انتقادات لاذعة اتجاه الجيش بعد معركة سيف القدس، واتهام لقادة الاحتلال بالتهاون مع أي سيناريوهات مع قطاع غزة".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يستبق "مسيرة الأعلام" التهويدية بفرض الحصار على المقدسيين
ويوضح أن إجراءات الاحتلال المعلنة مع دخول "مسيرة الإعلام" تعكس أيضًا استعداده لأسوأ سيناريو من المقاومة ممكن حدوثه، في تلك الساعات.
ويبين الرفاتي أن جيش الاحتلال يتوقع ذهاب المقاومة إلى خيار استخدام قوة عسكرية تجاهه سواء من قطاع غزة أو الجبهات المختلفة، لذلك عمل على استنفار قواته، ونصب "القبة الحديدية".
ويرى أن سلطات الاحتلال تتحسب لتنفيذ عمليات فردية من الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية.
بدوره يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد المغربي أن استنفار دولة الاحتلال الكبير لتأمين ما تُسمى بـ"مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة، يعد نجاحًا للمقاومة.
ويقول المغربي في حديثه لـ"فلسطين": "الاحتلال الذي يستنفر عددًا كبيرًا من قواته الشرطية والميدانية والاستخبارية برًا وجوًّا وبحرًا على مدار أيام لأجل تأمين مسيرة في منطقة تقع تحت سيطرته الأمنية الكاملة، يثبت أنّ هذا الكيان يضعف ويتهاوى أمام شعبنا ومقاومته".
وبوضح المغربي أن المشهد في القدس يمكن عده "معركة صامتة" بين الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة وبين الاحتلال من جهة أخرى، وهو العاجز تمامًا عن قراءة وتوقع سلوك المقاومة في مختلف الساحات خاصةً في غزة والضفة المحتلة، وكيفية ردها على أي خروقات من قوات الاحتلال ومستوطنيه في أثناء تنظيم هذه المسيرة.
ويبين أن استنفار الاحتلال وبالرغم مما يمتلكه من قوة هائلة إلا أنه يقف حائرًا عاجزًا عن التعامل مع المقاومة التي تراكم القوة عامًا بعد آخر، لتفاجأ العدو والصديق بتطورها الكبير وتأثيرها الملموس.