فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

خلال ورشة عمل نظمها "مركز الدراسات السياسية والتنموية"

فصائل: "سيف القدس" رسخت مفهوم تكامل فعل ساحات النضال الفلسطيني

...
ورشة عمل ينظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية عامان على سيف القدس (تصوير: رمضان الأغا)
غزة/ جمال غيث:

أكدت فصائل فلسطينية أن معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في 10 أيار/ مايو 2021م، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهالي حي الشيخ جراح، أسست لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ورسخت مفهوم تكامل فعل ساحات النضال الفلسطيني.

وأجمع هؤلاء، خلال ورشة عمل نظمها "مركز الدراسات السياسية والتنموية"، أمس، تحت عنوان: "عامان على سيف القدس.. مرحلة جديدة من المواجهة كيف يمكن استثمارها؟"، على أن تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة كنتيجة للمعركة التي خاضتها المقاومة وجماهيريًّا شعبنا في غزة والضفة والداخل المحتل.

معركة إستراتيجية

وعدّ المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، معركة "سيف القدس" إحدى المعارك الإستراتيجية التي خاضتها المقاومة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ونقلتها إلى موقع إستراتيجي أقوى.

وتطرق قاسم، خلال كلمته، للظروف والمستجدات التي سبقت المعركة وانتشار "سرطان التطبيع" مع كيان الاحتلال، ومحاولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصفية القضية الفلسطينية، فجاءت "سيف القدس" لتعيد القضية الفلسطينية إلى وهجها وإفشالها محاولات التآمر عليها.

وأشار إلى أن المعركة المذكورة شطبت المخاطر التي اعترضت القضية الفلسطينية ووضعتها أمام مسار جديد، وجعلت الاحتلال يعيش في ظروف صعبة، مدللًا على ذلك بتصريحات قادته التي أكدت تآكل قوة الردع بعد المعركة.

وأكد أن الاحتلال فقد قدرته على الردع خلال "سيف القدس" وبعدها "فالمقاومة بادرت وخاضت المعركة وحددت موعدها ونهايتها على عكس ما كان يحدث سابقًا عندما كان الاحتلال هو من يحدد وقت ونهاية المعركة".

وبيّن أن المقاومة رسمت مسارًا جديدًا في الدفاع عن أهلنا في القدس والأقصى ومنع سلطات الاحتلال من تنفيذ سياسة التهجير لأهالي حي الشيخ جراح.

ولفت إلى أن المعركة رسخت مفهوم تكامل فعل ساحات النضال الفلسطيني من خلال تحرك أهلنا في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، عبر "هبة الكرامة"، بالإضافة إلى تحرك المقاومة في لبنان وسوريا من أجل الدفاع عن القضية المقدسة.

وبيّن أن "هبة الكرامة" التي انطلقت في الداخل المحتل بالتزامن مع معركة "سيف القدس" شكلت خطرًا حقيقيًّا على كيان الاحتلال وجعلته يخشى من تكرارها. 

واعتبر المتحدث باسم حماس توحيد هتافات شعبنا في مختلف أماكن تواجده وترديدهم شعارات "حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف" تثبت التفاف شعبنا حول خيار المقاومة وقادتها.

مراكمة القوى

واعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة، "سيف القدس" إحدى معارك الشرف والبطولة التي سجلتها المقاومة والشعب في سجل النضال الفلسطيني. 

وذكر الثوابتة، خلال كلمته، أن المعركة كانت إحدى تجليات مراكمة القوى التي جسدتها المقاومة خلال سنوات النضال.

وأكد أهمية المعركة كونها أربكت الاحتلال واستنزفته، وقال: إن تجربة "سيف القدس" من أهم التجارب التي يجب العودة لها والاستفادة من تفاصيلها؛ كون المقاومة هي من بدأتها وأنهتها، كما شكلت ردًّا عمليًّا على اعتداءات المستوطنين على أهلنا في حي الشيخ جراح والقدس والمرابطين في الأقصى.

وأشار إلى أن المقاومة أرادت إيصال رسالة واضحة للاحتلال بأن القدس وجنين ونابلس ليست وحدها في المعارك التي يخوضها شعبنا، وأنها لن تتركهم لوحدهم في المواجه.

وذكر أن المقاومة خلال "سيف القدس" رسخت قواعد اشتباك جديد، وأعادت توازن الرعب كما أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارتها، ووحدت المقاومة عبر "غرفة العمليات المشتركة" ما كان لها أثر في تكبيد الاحتلال خسائر فادحة.

ولفت إلى أن "سيف القدس" بات كابوسًا يؤرق الاحتلال بسبب زعزعة كيانه وإمكانية اقتلاعه من أرضنا عبر مقاومة شعبنا في أماكن تواجده. 

وبين أن المعركة أفشلت "قطار التطبيع والمطبعين"، وأعادت الشعور العربي لنصرة شعبنا ومقدسات أمتنا العربية والإسلامية، وزادت من مساحة المؤيدين للقضية الفلسطينية، ونجحت في مواجهة الرواية الإسرائيلية، وعبّدت الطريق أمام شعبنا للحرية والاستقلال. 

ودعا الثوابتة لاستثمار نتائج معركة "سيف القدس" وتشكيل محور المقاومة في كل أماكن تواجدها من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية.

علامة فارقة

وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أن معركة "سيف القدس" شكلت تحولًا إستراتيجيًا في إثبات المقاومة الفلسطينية وأفشلت نظرية الردع الإسرائيلية.

وأوضح سلمي، خلال كلمته، أن "سيف القدس" فاجأت المنظومة الأمنية والسياسية والعسكرية، وكان الاحتلال يعتقد للحظة إشغال المنطقة بهمومها وقضاياها الداخلية لكن كل محاولات ذلك فشلت فشلًا ذريعًا بذلك.

وقال: إن المعركة شكلت علامة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية، وخاصة أن المقاومة استطاعت خلالها أن تبادر وتحدد ساعة الصفر، بداية ونهاية المعركة، ورسخت قواعد اشتباك بالميدان والوحدة وهو أن القصف بالقصف، والاعتداء يقابله اعتداء.

وأضاف: المقاومة أسست لمعركة جديدة يمكن البناء عليها، وأرسلت رسالة للمطبعين بأنهم لن يوفروا الأمن والأمان للاحتلال. 

ونبه إلى أن أحد نتائج المعركة إشعال جذوة المقاومة المسلحة في الضفة، وبدء تشكيل كتائب ومجموعات مقاومة نصرة للقدس والأقصى وللدفاع عن شعبنا، وبدأت بفرض معادلات على الاحتلال والاشتباك معه من مسافة صفر. 

وشدد على ضرورة البناء على نتائج معركة "سيف القدس" التي أثبتت تمسك شعبنا بمقاومته، وفتح الباب أمام جبهات المقاومة وساحاتها للرد على جرائم الاحتلال وإرباكه سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا.