أربعة من كبار قيادات حزب الليكود هم: دافيد بيتان، وكاتس، وإيلي كوهين، ويواف جالانت، يطالبون بضرورة التوافق مع المعارضة على الإصلاحات القضائية، وعلى مشروع تجنيد الحريديم، ويتحدثون علنا أن وزير القضاء ياريف ليفين متطرف وانتحاري وراغب بجر الجميع إلى الهاوية ويطلبون بطرده من الليكود..فيا ترى هل الليكود على وشك الانشقاق أو ماذا؟
دافيد بيتان يتحدث علنا أن وزير القضاء ليفين طامع بخلافة نتنياهو السادس، ويغازل الحريديم وقياداته وبن غفير وسموترتيش وسيمحا روتمان من أجل مصالحه الشخصية، وأن إصراره على التعديلات القضائية سوف يجر البلاد إلى الخراب مطالبا بطرده من حزب الليكود، وإلا فإن الانشقاق حاصل لا محالة، والكل بانتظار إسدال الستار عن الفصل الأخير من بقاء الليكود قويا وموحدا.
الليكود بزعامة نتنياهو وائتلافه المتطرف يواجه الانشقاقات من داخله، فالتوتر والخلافات بين نتنياهو ووزير القضاء ليفين أخذت طريقها وباتت في العلن، وهناك أصوات داخل الليكود أضحت تتحدث علنا عن رغبتها بالانشقاق إذا بقي ليفين على مواقفه واتهاماته لأعضاء الليكود بأنهم وراء إفشال خطة الإصلاحات القضائية وإضعاف المحكمة العليا والمستشار القضائي، مؤشرين على أن مشروعه في تعديل منصب المستشار القضائي بحيث تتولى الحكومة الإسرائيلية بعد تشكيلها من الكنيست تعيين مستشار جديد موالٍ لرئيس الوزراء وتختاره الحكومة، وفصل منصبه إلى منصب مدعٍ عام ومنصب مستشار قضائي خلافًا للوضع القائم هو بمنزلة انقلاب على الديمقراطية.
صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن ما زاد في خلافات أعضاء حزب الليكود استطلاعات الرأي الأخيرة التي أضحت تؤشر على خسارة الليكود في أي انتخابات مبكرة لمصلحة المعسكر الوطني بزعامة بني غانتس، ويش عتيد (أي يوجد مستقبل) بزعامة يائير لابيد اللذين باتا نجمين في الساحة السياسية لمعارضتهما الإصلاحات القضائية ونجاحهما في تحريك الشارع الإسرائيلي وإظهار خطر مشروع الليكود وعوتسما يهوديت والصهيونية الدينية على مستقبل (الدولة) والنظام في (إسرائيل).
غانتس يقول علنًا لن نسمح لحكومة نتنياهو السادسة باللعب في الوقت، ولا مساومة في تركيبة تعيين لجنة القضاة، وإن التمييز في الخدمة بالجيش حولت نصف المجتمع الإسرائيلي إلى خدمة المجتمع ككل، وإن (إسرائيل) "الثالثة" بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد.
سمخا روتمان من حزب يهوديت هتوراة هدد نتنياهو السادس بضرورة عدم التراجع عن التعديلات القضائية، محذرا أن كل شيء بـ(الدولة) معطل لحين إنجاز مشروع الإصلاحات القضائية، وذلك ردا على تقارير أفادت بأن خلافات الليكود العميقة قد تعيق استكمال الاتفاق الموقع بين الليكود والائتلاف المتطرف بزعامة سموتريتش وبن غفير ودرعي وآخرين.
خلاصة القول إن كتلة قوية بالليكود تعارض سياسات حكومة نتنياهو وحكومته المتطرفة، في ملف الإصلاحات القضائية، وتهدد بالانشقاق، في حين تضغط المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة جديدة لتكون مخرجا مقبولا من الأزمة الراهنة، والكل يتحدث علنا أن انشقاق الليكود مسألة وقت ليس إلا.. قيادة جديدة برئاسة ليفين مع المتطرفين وغلاة الصهاينة وقيادة معتدلة بزعامة يواف غالانت، وبكل الأحوال فإن نتنياهو السادس غير قادر على تمرير الإصلاحات القضائية وغير قادر على التراجع عنها وعليه سيكون خارج اللعبة الحزبية والسياسية في (إسرائيل) "الثالثة".