أثارت فصائل في منظمة التحرير ومؤسسات تابعة لها ضجة كبيرة احتجاجًا على عقد مؤتمر العودة في مدينة سويدية وعدته "خروجًا عن الصف الوطني"، داعية إلى الوقوف خلف منظمة التحرير "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" وموقفها في الأمم المتحدة، لتأكيد الرواية الفلسطينية وفضح الرواية الإسرائيلية المزيفة حسب ما قالته بعض قيادات تلك الفصائل.
أنا لم أقرأ أي خبر يتعلق بمؤتمر حق العودة في السويد في المواقع الفلسطينية، التي اكتفت بنشر الاحتجاجات والاستِنكارات ضد المؤتمر. لم أكلف نفسي عناء البحث عن تفاصيل المؤتمر بالرغم من أن حق العودة من أهم ثوابت الشعب الفلسطيني، بسبب كثرة الأحداث وتسارعها في الساحة الفلسطينية، ولكن ما جاء على لسان المستنكرين بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر من جانبهم.
منظمة التحرير تمثل جزءًا كبيرًا من الشعب الفلسطيني ولكنها لا تمثل الأغلبية والدليل آخر انتخابات تشريعية، التي لم تعطِ منظمة التحرير أكثر من 40% فلماذا تُصر تلك الفصائل أنها تمتلك الأغلبية وتمتلك الحق الحصري بتمثيل الشعب الفلسطيني، من يثق بنفسه ويثق بأن غالبية الشعب الفلسطيني معه وملتف حول برنامجه السياسي عليه إجراء انتخابات عامة حتى تنسخ نتائجها ما سبق من انتخابات وحتى تكون له شرعية حقيقية لا جدال فيها، أمَّا التمسك بقرارات عفى عليها الزمن لأنظمة أصبحت غالبيتها موالية لدولة الاحتلال فهذه مسألة لم تعد مقبولة، ولن تفيد الشعب الفلسطيني، ولن تخدم القضية الفلسطينية.
أما بخصوص موضوع الروايات فهذه مسألة لم تُثر من جانب منظمة التحرير إلا بعد توقفها تمامًا عن الفعل المقاوم، وما تعجز اليد المقاومة عن تحقيقه لن تستطيعه الألسن، ليس هناك من روايات، وإنما هي قضية وإن فلسطين محتلة لا بد من تحريرها من البحر إلى النهر، أما اختلاق رواية "حل الدولتين" و"قدس شرقية" وأخرى "غربية" فهذه ليست طريقًا للتحرير، وإنما لتثبيت الاحتلال والكيان غير الشرعي على أرض فلسطين وزيادة أطماعه وإصراره على التوسع واحتلال المقدسات وتقسيمِها زمانيًا ومكانيًا والاستمرار في حصار قطاع غزة والتمدد في الوطن العربي وضياع القضية الفلسطينية إلى الأبد، ولكن ذلك لن يكون لأنه لا احتلال دائم، فكيف بتحرير المسجد الأقصى الذي نزل فيه وعد من السماء..وكان وعد الله مفعولًا.