فلسطين أون لاين

مُلهم.. مشروع فني شبابي لتنظيم الوقت وتفريغ الطاقات

...
ملهم
غزة/ هدى الدلو:

كطالبة عاشت تجربة خلال مرحلة دراسية لمست حاجتها إلى بعض القصاصات الورقية ذات أشكال فنية مميزة تزين بها دفاترها المدرسية، وتساعدها في الالتزام بشكل أكبر في تنفيذ مهامها اليومية، والوصول إلى أهدافها المنشودة، استطاعت أن تتخطى تلك العقبة، ولكنها قررت في ذات الوقت تبني فكرة تنظيم الوقت من خلال الورق بعد نجاح تجربتها في ذلك المجال، ومساعدة الآخرين في الاستفادة منها وتغيير أسلوب حياتهم.

داخل ورشة عمل صغيرة ينشط مجموعة من الشباب في تصميم مطبوعات ورقية غير تقليدية تعين الطلبة على إدارة وقتهم الدراسي وحياتهم بشكل أكثر فاعلية.

ويسوق الفريق الذي تقوده الطالبة الجامعية شهد المدلل أعماله باسم "مُلهم"، والتي تقول: إن الفكرة وليدة الحاجة "فقد عشت خلال المرحلة المدرسية تجربة دفعتني لاستخدام القصاصات الورقية ذات أشكال مميزة لتحديد المعلومات وتنظيمها، والالتزام بشكل أكبر بتنظيم المهام اليومية".

وتضيف طالبة آداب اللغة الإنجليزية، أن فكرة المشروع تقوم على تصميم قرطاسية فنية ومبتكرة تساعد الطلبة والعاملين على تنظيم وقتهم وإدارة مسائل حياتهم بفعالية وإنتاجية أعلى.

كما يقدم "مُلهم" الفن الورقي "الجرونال" وهو من أهم فنون العلاج النفسي من خلال تفريغ الطاقات في هذا الفن، ويخلق شعورًا جيدًا يُبعد الملل عن النفس، وهي منتجات إلى جانب شكلها الجمالي تُسهم في تنظيم الوقت.

وتوضح أن "ملهم" يتخصص في المنتجات الورقية بأشكال مختلفة والتصميم، وأغلبها يتخصص في إدارة الوقت وتنظيم المهام بطريقة فنية، حيث تعد تلك المنتجات الفنية الأولى من نوعها في فلسطين. 

وتبين أن الدفاتر التي ينجزها ملهم مقسمة من الداخل وفق آلية تعين الطالب على تنفيذ مهامه بطريقة أكثر إنتاجية.

وتشير المدلل إلى أنها تعمل على إنتاج منتجات ملهم باستخدام بعض الآلات والمعدات الحديثة من خلال فريق تم تدريبه على مدار ثلاث سنوات أتقنوا خلالها تطبيق الأفكار الفنية للمنتجات، "وغالبًا أفكار منتجاتنا تأتي بعد بحث طويل ودقيق يلبي احتياجات الناس".

وانطلق بدايات "مُلهم" من المنزل، بفريق من ثلاثة أشخاص يعمل على تصميم وتنفيذ الأفكار وتسويقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وبعدما شهد المشروع إقبالًا على المنتجات قرر توسيع أعماله بالنزول ميدانيًّا إلى السوق.

وتذكر المدلل أنه تم تطوير المشروع من خلال بعض المفاهيم والقيم والأهداف، "وبات لدينا خط واضح للتطور ومراحل انتقالية واسعة وتمكننا من تحقيق النجاح، وبات فريقنا ثمانية أشخاص خضعوا للتدريب قبل أن يصبحوا أعضاء في مُلهم، لكل منهم مهمة خاصة تتوزع في التصميم والأشغال اليدوية وتجهيز المنتجات، وآخرين يتخصصوا في تسويق المنتجات والترويج لها".

أفكارًا مختلفة

وفي اختيار المدلل لأفكار منتجات ملهم وعرضها تعتمد أسلوب تشويق وجذب الزبائن لزيارة المكان، والتعرف على التصاميم الجديدة والاطلاع عليها وشراءها. 

وتلفت إلى أنه على الرغم من أن المشاريع الورقية قليلة إلا أن "مُلهم" يحمل أفكارًا مختلفة، ويقدم أشياء جديدة للمجتمع، خاصة أن الغالبية تدرك أن الكتب والقصاصات الورقية لا تنتهي حتى لو مر عليها مئة عام، فهي جزء من الثقافة العربية والتعامل اليومي.

ونجح فريق "مُلهم" في تسويق وطباعة منتجاته في عدد من الدول العربية كتونس والكويت وقطر والإمارات، إلى جانب توفيرها في عدد من نقاط البيع ببعض مدن الضفة الغربية كجنين ونابلس والخليل وأريحا، وفي القدس أيضًا، ويسعى إلى وجود أخرى في الداخل المحتل.