85 يومًا من معركة أمعاء خاوية قاسية يخوضها القيادي الأسير خضر عدنان، في زنزانة ضيقة بمستشفى الرملة، إذ يرقد في حالة صحية صعبة وفي ظروف سيئة، ووضعي صحي خطير، ويتعرض لإغماءات متكررة، ويرفض الاحتلال نقله لمستشفى مدني بدعوى أنه يرفض المدعمات ويرفض الفحوصات الطبية.
وتتنقل زوجته رندة موسى، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام، من محافظة لأخرى ومن فعالية إلى لقاء، ومن إذاعة إلى تلفزة أو أي وسيلة إعلام لتسلط الضوء على معاناة زوجها وتنقل للرأي العام تطورات إضرابه.
ويواصل خضر عدنان إضرابه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في شباط الماضي، عندما داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله في مخيم جنين، وتحاول إهانته أمام أبنائه الأطفال التسعة (5 ذكور و4 إناث، أكبرهم 14 عاما، وأصغرهم أقل من عامين).
في الاعتقال رقم 14 له في سجون الاحتلال أمضى فيها مدة زمنية تجميعية تقارب 9 سنوات. غالبيتها بأوامر اعتقال إداري إلى جانب معاناته الاعتقال السياسي لدى أجهزة السلطة في رام الله، ضمن سياسة الباب الدوار وتبادل المهام القمعية بين السلطة والاحتلال.
وفي اللحظة التي اعتقل الاحتلال عدنان أبلغ ضابطاً أنه مضرب عن الطعام والشراب والكلام.
وخاض الشيخ خضر عدنان، الإضراب تلو الآخر لينتزع حريته .
المحطة الأولى لمعركة الأمعاء الخاوية، بدأها الشيخ عدنان برفقة مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة عام 2005 واستمرت 25 يوما ضد عزله انفراديا، وكان لهم ما طلبوا.
وخاض نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 معركته الثانية بإضرابه الشهير الذي استمر 66 يوما ضد اعتقاله الإداري، وتمكن فيه من انتزاع قرار بالإفراج عنه.
أما في عام 2015 فكانت المحطة الثالثة بإضراب ضد الاعتقال الإداري استمر 58 يوما، وعام 2018 خاض إضرابا مدته 54 يوما، وعام 2021 خاض إضرابا استمر 25 يوما وخرج بعدها، وحاليا يخوض إضرابه السادس.
وفي حين كانت أغلبية الإضرابات السابقة متعلقة برفض الاعتقال الإداري وهو نمط اعتقال تعسفي يجري دون أي سند قانوني وبادعاء وجود ملف سري، فإن الأمر هذه المرة مختلف، إذ يبدو أن الاحتلال أراد التحايل بتوجيه لائحة اتهام للأسير عدنان.
وتتضمن لائحة الاتهام أنه قيادي في "الجهاد الإسلامي"، وتتهمه بالتحريض وعمل أنشطة وزيارة ذوي الشهداء والأسرى وهي قضايا حوكم عليها سابقا.
وبإضرابه الحالي يسلط الشيخ خضر عدنان الضوء على قضية الاعتقال التعسفي الذي تنفذه قوات الاحتلال الصهيوني، وليس الاعتقال الإداري فقط.
ويحاول الشيخ عدنان أن يفتح بإضرابه الحالي باب الأمل للأسرى ألّا ينتظروا صفقات للتحرير، وأن بإمكانهم انتزاع حريتهم بالإرادة والإضراب.
زوجة الأسير عدنان تعمل في مخبز العائلة الذي تملكه هي والأبناء بمساعدة عمال آخرين، وسبق أن قامت مخابرات الاحتلال بتهديدها بإغلاق مخبز المعجنات.
وحذر نادي الأسير الفلسطيني من استشهاد الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة جنوب جنين، في أي لحظة نتيجة التدهور المستمر في حالته الصحية.
وقال النادي في بيان له، إن الأسير عدنان، وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أي لحظة، خاصة أن سلطات الاحتلال حتى اليوم ترفض التعاطي مع مطلبه، مؤكدا أنه يرفض أخذ المدعمات، أو أي نوع من العلاج، وكذلك إجراء الفحوص الطبية.
صمت القبور على صعيد السلطة الفلسطينية التي شاركت من قبل في اعتقال وقمع الشيخ عدنان، ومحاولات جادة من قبل نشطاء لشرح قضية الأسير عدنان للعامل عبر إطلاق الحملة الدولية لمناصرة الشيخ الأسير خضر عدنان في قطاع غزة التي بدأت أمس السبت.