تزامنًا مع تزايد التوتر الإسرائيلي الأمريكي، ولا سيما مع الإدارة الديمقراطية، فقد زار حاكم فلوريدا عن الحزب الجمهوري رون ديسانتيس دولة الاحتلال، واجتمع بقادتها، وقام بجولة في الضفة الغربية، معلنًا دعمه الثابت للاحتلال، زاعمًا أن علاقته مع الولايات المتحدة تقوم على "القيم اليهودية المسيحية"، وهاجم ضمنيًا الضغط الذي تمارسه إدارة الرئيس جو بايدن على الاحتلال حول الانقلاب القضائي.
لا يتردد الجمهوريون الأمريكيون في الإعلان صراحة أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لحليفتها الأوثق في المنطقة، وهي دولة الاحتلال، في انتقاد ضمني لتدخل إدارة بايدن، الذي ضغط للتوصل إلى حل وسط فيما يتعلق بالتغييرات القانونية التي تروج لها الحكومة الإسرائيلية، ويزعمون أنه يجب احترام حقها باتخاذ قراراتها الخاصة حول كيفية حكمها، لأنها ليست بحاجة للتدخل في القرارات بشأن هذه القضايا المهمة.
مع العلم أن ديسانتيس يخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وجهًا لوجه ضد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يأمل في العودة لمدة ولاية أخرى في البيت الأبيض، وهو يزور دولة الاحتلال كجزء من رحلة أكثر شمولًا حول العالم، زار فيها اليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا.
لعل هذه الزيارة تمثل فرصة للإشارة إلى أن الجمهوريين كما الديمقراطيين، لا يخفون وقوفهم بجانب دولة الاحتلال، ولا يترددون في الإشارة إلى حقها المزعوم بالدفاع عن نفسها، والحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، وإن كانت هناك بعض الفروقات الشكلية بينهما.
في الوقت ذاته، وبغض النظر عن التوجه السياسي للرئيس الأمريكي المقبل، ديمقراطيًا كان أو جمهوريًا، فستبقى السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة، وستواصل الولايات المتحدة حماية دولة الاحتلال مما تصفها "المعاملة غير العادلة" في الأمم المتحدة، بالوقوف في وجه من يعارضون حقها في الوجود كدولة يهودية، بزعم أنها معاداة السامية، وهي مواقف أقلّ ما يمكن وصفها بأنها عدوانية، وتجعل واشنطن شريكة في هذا العدوان.
أكثر من ذلك، فإن الجمهوريين لا يتوانون عن اعتبار نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة حقًا مزعومًا للاحتلال، وفي الوقت ذاته تكرار مواقفهم العدوانية بأن الضفة الغربية مناطق متنازع عليها، وليست محتلة، فضلًا عن إعلانهم الدائم بأنهم لن يموّلوا الأونروا، لكونها تعمل على تأبيد الصراع القائم.
مع العلم أن ديسانتيس نفسه يصف نفسه بأنه سيكون الحاكم الأكثر تأييدًا لدولة الاحتلال في الولايات المتحدة، بدليل أن فلوريدا تحت قيادته عززت التعاون الاقتصادي معها، وأنه حارب حركة المقاطعة (BDS)، وشجع تشريعات ضد معاداة السامية في الجامعات الأمريكية.