فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير جعافرة.. زوجة فلسطينية تنتظر حرية زوجها منذ عقدين من الزمن

...
​​​​​​​غزة/ هدى الدلو:

بالرغم من أن "صابرين جعافرة" لم تقضِ سوى ستة أشهر مع زوجها قبيل اعتقال الاحتلال الإسرائيلي له، فإنها لم تفكر يومًا بالانفصال عنه، وهي تنتظره للعام التاسع عشر على التوالي على أمل أن يلتم الشمل قريبًا، لكن الخشية على حياته في ظروفه المرضية الصعبة تجعل القلق يستبدُّ بقلبها من أن يلحق به أذى قد يحول دون ذلك اللقاء إلى الأبد.

صدمة كبرى

فالأسير أحمد عطية جعافرة (57عامًا) من سكان بلدة السواحرة، قضاء بيت لحم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ تاريخ 14/6/2004م، وقد أصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكمًا بالسجن المؤبد مرتين، إضافة إلى 40 عامًا، ويعد إحدى الحالات المرضية الصعبة في سجون الاحتلال، ويتعرض لإهمال طبي متعمد من إدارة مصلحة السجون.

تعود زوجته صابرين جعافرة في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى اللحظات التي كانت أكبر صدمة لها في حياتها، حين دهمت قوات الاحتلال منزلها واعتقلت زوجها أمام عينيها، إذ لم تهنأ بالحياة القصيرة معه بسبب مطاردة الاحتلال له.

وما يشغل بال جعافرة ويجعل قلبها لا يهدأ مخاوفها على حالته الصحية التي تزداد سوءًا يومًا تلو الآخر، "قبل الاعتقال لم يكن يشتكي من أي أوجاع أو معاناة من أي أعراض صحية، وبعد مكوثه في الأسر باتت الأمراض تجتاح جسده في أثناء وجوده في سجن ريمون، إذ تعرض قبل عدة أعوام إلى جلطة قلبية نُقل في إثرها إلى المستشفى لإجراء عملية قسطرة".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصيب مرة أخرى بجلطة قلبية، إذ كان يعاني انسدادًا في أحد الشرايين، وأصبح يعاني الجيوب الأنفية، والانزلاق الغضروفي في الظهر، إلى جانب مرض السكري وضغط الدم -مرضان يحتاجان إلى متابعة دائمة ورعاية يفتقرها في الأسر-، ولم يقيّم الاحتلال حالته الصحية لمنحه العلاج المناسب، فإدارة السجون لا تمنحه سوى المسكنات التي لا تعالج آلامه.

معنويات عالية

وتشير صابرين إلى أن الطبيب المتابع لحالته أخبره بحاجته لعملية جراحية في القلب لأن وضعه الصحي معرض للإصابة بالجلطة في أي لحظة، إلا أن طبيب السجن رفض تحويله العاجل للعملية، وطلب منه أن ينتظر دوره.

وأرجعت السبب في إصابته بالجلطات القلبية للأوضاع غير الصحية التي يعيشها في السجن، ولا سيما عدم توفر التهوية المناسبة، ووجود الروائح الكريهة، إضافة إلى عدم توفير العلاج المناسب لهم، "لقد جلبت له حياة الأسْر الأوجاع والأمراض".

والصدمة الثانية التي عاشتها صابرين -بعد اعتقال أحمد- الحكم الإسرائيلي بحقه، فلم تتوقع أن يقع عليه هذا الحكم الجائر الذي هدف الاحتلال منه لتدمير نفسيته، "لكنه بحمد الله معنوياته عالية بالرغم من طول مدة الاعتقال".

وبالرغم من حياتها الصعبة بعد اعتقاله وافتقادها له، فإنها لم تفكر بالانفصال عنه ورفضت الاستجابة لطلبه ذلك، بعد الحكم الطويل الذي أوقعه الاحتلال بحقه، فآثرت أن تكمل حياتها معه وتقف إلى جانبه في محنته.

وأكثر ما ينغص عليها زياراتها لزوجها الأسير، أن الزيارات مراقبة وتحت تلصص جنود الاحتلال الذين يقفون فوق رؤوسهم، كما أن المكالمات بينهما مسجلة فلا يتمكنان من البوح بالأسرار، والفضفضة عن أوجاعهما لبعضهما البعض.

وبالرغم من هذا الحكم الطويل فإن لدى صابرين وأحمد أملًا بفك قيده، "ربنا ما راح ينسانا، لإيماننا بأن الحكم هو حكم ربنا"، تقول جعافرة.

المصدر / فلسطين أون لاين