طالبت عائلات فلسطينية عالقة في السودان، سفارة السلطة في الخرطوم، بالتحرّك لإجلائهم خاصة مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأكدت العائلات أنها لا تستطيع مغادرة الخرطوم والوصول إلى مدينة بورتسودان أو أي ولاية سودانية أخرى بعيدًا عن مناطق الاشتباكات، بسبب خطورة الوضع الأمني وعدم توفر حافلات تقلّهم إلى خارج العاصمة.
وقال عبد الله محسن: إن الخطر يحيط بعائلته المكونة من أربعة أفراد، منذ اليوم الأول لبدء الاشتباكات في السودان منتصف الشهر الجاري.
وقال محسن لصحيفة "فلسطين": "نقيم أنا وعائلتي في بناية بمنطقة قريبة من الاشتباكات، وكل وقت يمضي نواجه خطر تعرّضنا للإصابة، خاصة أن الاشتباكات لا تتوقف".
ودعا سفارة السلطة إلى إجلاء عائلته من الخرطوم إلى أي ولاية أخرى تمهيدًا للسفر خارج السودان أسوة بالكثير من الجاليات التي تمكنت من الخروج بعد جهود قامت بها سفارات بلادهم.
ولفت إلى أن بعض الحافلات تطلب أموالًا تصل إلى 350 ألف جنيه (2,200 ألف شيقل)، لكل راكب، كبدل أجرة نقل من الخرطوم إلى بورتسودان.
واشتكت عائلتان مكونتان من ستة أشخاص من حملة وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين الصادرة من لبنان، بينهم أطفال ونساء، وهم: (أحمد محمد عيسى، أحمد يوسف ديب، تسنيم جمال خطاب، تسنيم جبر عبد الله عمار، "فلسطينية تحمل الجنسية السودانية"، محمد أحمد عيسى، علي أحمد ديب)، تركهما في الأراضي السودانية دون إجلاء أو أي شكل من أشكال الدعم والمساندة.
اقرأ أيضاً: طلبة غزة في السودان: السفارة الفلسطينية تخلَّت عنا وتركتنا تحت نيران الرصاص
وقال الشيخ جمال خطاب: والد إحدى العالقين هناك، إن "أسرة ابنته، المؤلفة من أم وأب وطفل رضيع، إلى جانب أسرى أخرى مؤلفة كذلك من أب وأم وطفل، من فلسطينيي لبنان، تُركوا وحيدين في إحدى التجمّعات في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد إجلاء المئات من الأسر والطلاب في (سنتر أراك) بالخرطوم، بدون طعام ولا ماء ولا كهرباء".
ونقلت وكالة "قدس برس" عن خطاب، أن "العائلتين طلبتا من سفارة السلطة في السودان، تأمين باص وعلى نفقتهما الخاصة، لنقلهم إلى منطقة أمنة، فاعتذر الموظفون عن التجاوب معهم، أما السفارة اللبنانية فقد اتصلوا بهم من قِبل الأسر، لكنها عدّت أن حملة الوثيقة الفلسطينية ليسوا من اختصاصها، وطلبت منهم البقاء في بيوتهم".
وأضاف أن "سفارتَي فلسطين ولبنان في السودان خذلوا الأطفال والنساء، من حَمَلَة الوثيقة الفلسطينية من لبنان"، مستنكرًا؛ "هل تركوا لأن ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون؟ والذنب الأكبر أنهم يحملون وثيقة وليس جواز سلطة؟".
من جهته أكد المدير العام "لهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" علي هويدي أن استمرار بقاء اللاجئين الفلسطينيين في السودان، يُشكّل خطرًا على حياتهم، خاصة مع وجود الفوضى واستمرار الاشتباكات.
وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "في المدى القريب يمكن أن يتعرَّض اللاجئون الفلسطينيون لسرقة منازلهم وحرقها، وحدوث أذى بدني عليهم، لذلك أطلقنا مناشدة سريعة لإجلائهم من هناك".
وأشار إلى أن الهيئة لا يوجد لديها إحصائية دقيقة عن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في السودان، مبينًا أنه من الصعب حصر أعدادهم.
ومنذ 15 إبريل/ نيسان الجاري اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.