فلسطين أون لاين

طنين الأذن.. مشكلة لا تستدعي القلق وتشتيت الانتباه أحد الحلول

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

يعاني البعض من مشكلة طنين الأذن وتختلف شدته من رنين إلى صفير حاد، وهو إحساس غير موضوعي يتم من خلاله سماع ضجيج في الأذن، بصورة متقطعة أو يستمر لمدة طويلة، مسببًا إزعاجًا قد يصل أحيانًا إلى الإصابة بحالة اكتئاب. 

ويبين اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د. شعبان مرتجى أن طنين الأذن يسمع بدرجات متفاوتة ولا يكون مصدر الصوت خارجيًا، وقد يكون طنينًا أو وشًا أو نبضًا، أو أصوات مختلفة كهدير الموج، وصوت الصراصير أو الصفير، ولكن النوع الأول هو الأكثر شيوعًا.

ويلفت إلى أن الشعور بالضجيج يزداد عندما يكون المحيط ساكنًا، ويختفي الطنين عندما يكون ضاجًا، وتكون الأذن الوسطى هي مصدر الضجيج وإن سُمع في الرأس، بحيث يتعلق ذلك بعمل خلايا الشعر الخارجية، وفي المقابل هناك ما يسمى بالطنين الموضوعي، والذي يتميز بنغمة يمكن للطبيب سماعها عند الفحص السريري.

وهناك عدة أسباب تؤدي للإصابة بطنين الأذن، منها كما بينها د. مرتجي، وجود مادة شمعية في الأذن، أو التهابات في الأذن الوسطي، أو فقدان أو ضعف السمع بسبب التقدم بالعمر، التعرض لمصادر إزعاج وضوضاء صاخبة، وبعض الأمراض المزمنة تسبب طنينًا كالسكري ومشاكل في الكبد، واستخدام بعض أنواع الأدوية.

ويشير إلى أن هناك عوامل صحية خارج الأذن تسبب طنينًا فيها، كالإصابة في غضروف الرقبة، وضغط ضرس العقل، أو وجود مشكلة في الدماغ أو ورم، وزيادة تدفق الدم فترة الحمل، إلى جانب وجود بعض الأسباب مجهولة المصدر، وإذا كان الطنين على هيئة نبض ففي هذه الحالة تستدعي إجراء فحوصات للقلب والشرايين. 

ويفيد بأن التعرض لأصوات صاخبة وضوضاء يؤدي إلى إتلاف أجزاء حساسة من الأذن المسئولة عن السمع وتتسبب في فقدانه بشكل مؤقت أو دائم، كما يتسبب لهم بطنين في الأذن، لافتًا إلى أن أكثر الأشخاص عرضة لذلك العاملين في الورش والمطارات، والذين يستخدمون سماعات الرأس دائمًا.

اقرأ أيضاً: تناول الثلج وطنين الأذن من علامات نقص الحديد

وتظهر مضاعفات طنين الأذن في حالة من التعب والتوتر، والقلق، ومشاكل في النوم، والذاكرة، والعمل، واضطرابات في التركيز، وصداع شبه دائم، وفق د. مرتجى، مشيرًا إلى أن طنين الأذن يكثر الشكوى منه بعد عمر الخمسين.

التشخيص والعلاج

ووفق تقرير نشره موقع "الجزيرة نت"، هناك ما يقارب من 15% من سكان العالم يعانون من الطنين، ومعظمهم تراوح أعمارهم بين 40 و80 عامًا.

يتم تشخيص طنين الأذن من الطبيب عن طريق اختبار السمع وإجراء فحص باستخدام سماعة طبية تنتقل عبرها أصوات معينة في أذن واحدة في كل مرة، والنتائج التي تظهر يقرأها الطبيب لمعرفة إذا كانت طبيعية أم لا، أو من خلال اختبار الحركة عن طريق تحريك المريض لعينيه، أو الضغط على الفك، أو تحريك الرقبة والذراعين، فإذا تغير طنين الأذن لدى أو ازداد سوءًا فقد يُساعد ذلك في تحديد الاضطراب الأساسي الذي يحتاج إلى علاج، أو عبر الفحوصات التصويرية، والدم.

ويلفت د. مرتجي إلى أن علاج طنين الأذن يتم بمعرفة السبب كإزالة شمع الأذن، أو علاجات اضطرابات الأوعية الدموية، أو من خلال تغيير بعض الأدوية التي تسبب الطنين للتخلص منه، وهناك بعض الحالات لا تتجاوب إلا بتلقي علاج الكورتيزون لمدة معينة.

ويمكن الوقاية من الطنين باستخدام "ماسك" كواقيات للحماية من الصوت العالي والضجيج في أماكن العمل، وخفض صوت الموسيقى المسموع للوقاية من الإصابة بالطنين، والتعايش مع المشكلة خاصة لمن يعانون منها في أوقات الليل من خلال الاستماع لصوت آخر كالقرآن أو أي شيء يخفف من تركيز الشخص للطنين في أذنه.

كما ينصح د. مرتجى بممارسة بعض الأنشطة للتخفيف من التوتر التي يظهر بسبب الطنين، والاستماع لصوت خفيف، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وعدم التركيز مع الطنين، فالتعب والإرهاق يزيد المشكلة.