خاطب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي جمهوره والآخرين معلقًا على الأوضاع الأمنية الصعبة التي يمر بها الكيان الاسرائيلي، موضحًا أن كيانه يمر بمرحلة صعبة وأنه مستهدف ويتعرض لهجوم "إرهابي" حسب وصفه، وزعم أنه لن يسمح بتوجيه أي ضربة من أي جهة أو جبهة كانت.
نتنياهو أكد في خطابه أن حكومته لا تسعى لمعركة واسعة لكنها تعمل كل شيء لمنع حدوثها وستستخدم كل قوتها إن وقعت. ومما زعمه أيضًا أن جيشه وجه ضربة قوية للبنية التحتية لحماس بعشرات الأطنان من المتفجرات في جولة التصعيد الأخيرة وأنه لن يسمح لحركة حماس بإنشاء بنية تحتية لها في لبنان.
من الواضح أن خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب والمعلومات المضللة، ومن الواضح أيضًا أن نتنياهو مرتبك ومهزوز، حيث أن جيش الاحتلال لم يستطع المساس بالبنية التحتية لحركة حماس في جميع حروبه التي شنها على غزة حتى بعد إسقاط مئات آلاف الأطنان من المواد المتفجرة على اختلاف أشكالها، والدليل أن المقاومة في تطور دائم ومستمر ولا تظهر عليها سوى علامات القوة وليس الضعف، فكيف يدعي الآن أنه نجح في توجيه ضربة قوية للبنية التحتية لحركة حماس؟
إن حديثه عن وجود قواعد لحركة حماس في جنوب لبنان هو أيضًا حديث مضلل، إذ لم تعلن حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني عن استخدام الأراضي اللبنانية للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، كما لم تكشف دولة الاحتلال أدلة تثبت مزاعمها، كما أنه لم تعلن أي جهة رسمية في لبنان عن وجود عسكري للمقاومة الفلسطينية في لبنان، ولكن يبدو أن نتنياهو يسعى إلى التحريض على الوجود الفلسطيني في لبنان طالما عجزت قواته عن التعامل مع الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية والقدس، وهذه إشارة ضعف ويجب على الأطراف المعنية وخاصة اللبنانية الحذر من الانجرار وراء تلك الأكاذيب.
الشيء الوحيد الذي لم يذكره بنيامين نتنياهو هو استغاثته بالوسطاء العرب وغير العرب من أجل ألا ترد المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام على جرائم المستوطنين في القدس والضفة الغربية وعلى مغامرات "بن غفير" وغيره من الوزراء الأكثر تطرفًا في حكومة نتنياهو.
خطاب نتنياهو الأخير يذكرني بخطاب رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون قبل فراره من قطاع غزة، إذ قال حينذاك أن مستوطنات قطاع غزة مثل (تل أبيب) وأنه لن ينسحب منها، والأهم أنه وعد بالصمود أمام المقاومة الفلسطينية، وعندما يتحدث المحتل المتعجرف عن "الصمود" فهذا يعني أن الضعف قد أصابه وأن كابوس الهزيمة يلاحقه في منامه ويقظته.