فلسطين أون لاين

​الزواج من فتاةٍ مريضة مغامرةٌ يتوقف نجاحها على الدافع والظروف

...
غزة - مريم الشوبكي

الصدمة أكثر من الدهشة تصيبنا إذا ما عرفنا أن شاباً ارتبط بفتاةٍ يعلم أنها مريضة بمرضٍ مزمن ومستعصٍ، وقد لا تمنع نفسك من التساؤل عما دفع الشاب إلى الإقدام على هذه الخطوة، هل هي العاطفة أم بداعي الشفقة أم أن هناك طمعاً ومصلحة؟

قصة أمير ابراش وصفاء الحرازين التي انتشرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، هي قصة تبدو لمجتمعنا من العجب العجاب.

فحب أمير وتمسكه بفتاته التي تعرّف عليها وهي تغسل الكلى في مستشفى الشفاء لأنها تعاني من فشل كلوي شيء؛ واصراره على الارتباط بها رغم المعارضات التي وجدها شيء آخر، مما جعل البعض يتساءل ترى هل هي "ملاك؟".

أعلن أمير أنه قرر أن يمنح كليته لخطيبته صفاء، وإذا لم تتطابق أنسجتهما وعدها بأن يقف إلى جانبها في رحلة علاجها، هذا الشاب الذي لا يتجاوز راتبه الشهري 700 شيكل شهرياً؛ ومع أن رحلة علاج صفاء مكلفة إلا أنه وفاء لحبهما سيناضل لعلاجها وفق ما أكد في حديثه مع وسائل الإعلام.

قصة أخرى لفتاةٍ جامعية، تعيش حياةً مرفهة كون أبيها مقتدرا مادياً، أحبت شاباً وارتبطت به رغم ظروفه المادية الصعبة؛ ساعدته في تكاليف الزواج وأيضاً وفر لها أبوها شقة لتسكن فيها.

هذا الشاب كان يعاني من مرض السرطان وشفي منه، وتفاجأ بعد خطبته بعودة المرض إليه، ومع ذلك تمسكت به الفتاة وأكملت مراسم الزواج.

وهناك قصة أخرى لشاب ارتبط بزميلته في العمل تخطى عمرها 40 عاما وتعاني من مرض السكري المزمن، ومع أنه يعيش حياة زوجية مستقرة مع زوجته الأولى ولكن طمعه في راتبها كان دافعه نحو الارتباط بها.

قيم نفسك

يقول الأخصائي النفسي زهير ملاخة إن ظروف الزواج هي التي تحدد دوافع ارتباط الشاب بفتاة مريضة، هل هو دافع العاطفة الزائدة، أو الطمع في مالٍ أو وظيفة مثلاً.

وأوضح ملاخة لـ"فلسطين" أن الأشخاص عند الزواج يتجهون نحو تأسيس علاقةٍ متكافئة وخالية من المشاكل الصحية، وفق النظرة المجتمعية السائدة.

ويعتقد الأغلبية أن الشاب الذي يرتبط بفتاةٍ مريضة فإنه لا بد من مصلحة ما، وهنا تختبر مشاعر الإخلاص بين الشريكين؛ لتكون الحسابات المادية حاضرة في ظل تجاهل القيم.

وقال ملاخة : "إذا كانت العلاقة بين الشريكين تتسم بالقوة والمتانة فإن الوفاء وتقديس العلاقة يغلب ليها، سيساند الرجل شريكته في الحياة ويخفف من معاناتها".

وأضاف: "لكن إذا كان الدافع مادياً فإن كثيرٌ من المعيقات ستتخلل هذه العلاقة أو تنتهي بطلاقٍ أو زواجٍ من ثانية، واضطرابات في العلاقة بشكل دائم".

ولفت ملاخة إلى أن اصرار الشاب على الارتباط بفتاةٍ مريضة، عليه أن يمتلك القدرة العاطفية والمادية والاجتماعية في التخفيف عنها، وتحمل نفقات علاجها.

ونصح الشاب قبل الاقدام على الارتباط بفتاة مريضة؛ أن يقيم نفسه قبل الإقدام على الخطوة ، وأن يطلع على أهدافه وتطلعاته؛ ويكون على أهبة الاستعداد في مواجهة الصعوبات، وأن يكون واثقاً بأنه لن يظلم نفسه.

ولفت أنه إذا كان الدافع عاطفياً فيما غابت العوامل الأخرى التي تضمن استقرار العلاقة؛ سيعرضها للاضطراب ومن ثم يندم وتتعرض الفتاة للصدمة لاحقاً.

وأشار الأخصائي النفسي إلى أن أهم ما تحرص عليه عائلة فتاةٍ من هذا النوع هو عدم تعريضها لمزيدٍ من الألم أو التجارب؛ لا سيما إذا كان مرضها مزمنُ وصعب ويحتاج إلى رعاية عائلية كبيرة مما يجعلهم يتريثون في اتخاذ قرار ارتباط ابنتهم بشاب.