نجا الأسير المحرر والناشط المجتمعي الشيخ ماهر برقان أمس، من محاولة اغتيال من مسلحين في مدينة الخليل في استمرار لحالة الفلتان الأمني في الضفة الغربية المحتلة.
ويعدّ الشيخ برقان من الشخصيات الاجتماعية المعروفة لأهالي مدينة الخليل، وينشط في تحشيد المواطنين وإصدار الدعوات المتكررة للدفاع عن المسجد الأقصى وصدّ اقتحامات المستوطنين، ومواجهة انتهاكات قوات الاحتلال على المرابطين والمعتكفين.
تفاصيل الاستهداف
وأفاد برقان لصحيفة "فلسطين" بأن 3 مسلحين ملثمين ترجلوا من مركبة خاصة وأطلقوا نيرانهم صوب المركبة التي كان يقودها في الوقت الذي كان ينطق فيه أذان الفجر، بعد سلسلة طويلة من التهديدات المتكررة من أشخاص غير معروفين بالنسبة له.
وما إن أطلق المسلحون الرصاصات الأولى أجبر برقان على وقف المركبة ومغادرتها، ولسبب ما تعطل السلاح الذي بحوزة أحد الملثمين، ولجأ مسلح آخر إلى إطلاق عدة رصاصات أصابت المركبة مباشرةً قبل أن يغادروا المكان بسرعة فائقة.
وأصابت 6 رصاصات على الأقل المركبة مباشرة، وفق صور توثق الجريمة نشرها برقان على حسابه في موقع "فيس بوك".
وقال برقان: "إن ما حدث محاولة اغتيال حقيقية مخطط لها ومتعمدة الهدف منها تصفيتي".
وعن الجهة التي تقف وراء جريمة إطلاق النيران، أضاف: أنه "ليس لديه أعداء سوى الاحتلال وأعوانه".
وحول إجراءاته التي سيتخذها بعد محاولة الاغتيال قال برقان: أعرف أن غريمي هو الحاكم والجلاد نفسه -في إشارة واضحة إلى السلطة وأجهزتها- لكن سألجأ إلى تقديم شكوى لدى الجهات المختصة بعد الاجتماع والتشاور مع العائلة لاتخاذ القرارات المناسبة.
وبرقان أسير محرر أمضى 5 سنوات في سجون الاحتلال، وكذلك اعتقل 5 مرات سياسيًا في سجون السلطة، وهو أحد الأصدقاء المقربين من المعارض السياسي الراحل نزار بنات، ويسكن على بعد 100 متر من المنزل الذي اعتقل منه بنات واغتيل على يد قوة من جهاز "الأمن الوقائي".
وقد حدثت محاولة اغتيال برقان في المنطقة التي اغتالت فيها السلطة بنات عضو قائمة "الحرية والكرامة" الانتخابية، بسبب مواقفه المعارضة والرافضة لسياساتها.
وبيّن برقان أن أجهزة أمن السلطة هددته كثيرًا بعدم الحديث في هذا الملف.
وفي يوليو/ تموز 2022، تعرض نائب رئيس الوزراء سابقًا والأكاديمي ناصر الدين الشاعر، لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة وأصيب على إثرها بقدميه بعد إطلاق النار صوبه من مجهولين في نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وكان منزل عضو قائمة المستقبل الانتخابية المحامي حاتم شاهين، تعرض لإطلاق نار في إبريل/ نيسان 2021، تزامنًا مع الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المعطلة بقرار من رئيس السلطة محمود عباس.
وأثارت محاولة الاغتيال ردود فعل منددة باستمرار حالة الفلتان الأمني واستهداف الشخصيات السياسية والمجتمعية بالضفة الغربية.
ردود الفعل
وقال الناشط ضد سياسات السلطة فايز السويطي: إن "السلطة تنشط فقط في ملاحقة المقاومين والمطاردين والأحرار، ويحتم عليها التنسيق الأمني لاعتقال أي صوت حر وتنفيذ ما تؤمر به من الاحتلال".
وأضاف السويطي لصحيفة "فلسطين": "أن من ينفذ مثل هذه الأفعال يتبعون للسلطة، ويظهرون أحيانًا بشكل مباشر وأحيانًا بشكل غير مباشر".
وكتب الصحفي علاء الريماوي على حسابه في فيس بوك: إن "استهداف الشيخ ماهر برقان من العصابات المأجورة، دليل على منطق العصابة الذي نعيشه. لن يضروك وستمضي على الحق".
أما الكاتبة لمى خاطر، كتبت في منشور على "فيس بوك": "الرصاص الضال الجبان يستهدف الأسير المحرر الشيخ ماهر برقان، هؤلاء المجرمون الأنذال ينسحبون من معارك الشرف الحقيقية، وفوق ذلك يستغلون انشغال الناس بعدوان الاحتلال على المقدسات لتنفيذ جرائمهم ضد الأحرار والفاعلين في المجتمع".
وختمت خاطر منشورها "هذا تمامًا ما يليق بأشباه الرجال وبيادق المحتل، ولكن هيهات أن يظفروا بأهدافهم الدنيئة".
وكتب صاحب حساب "أبو عدي سمارة" على "فيس بوك": "في الوقت الذي يدنس فيه الاحتلال مقدساتنا ويعتدي على أبناء وبنات شعبنا يطل علينا عملاء الاحتلال وأعوانه ومشغليهم ليطلقوا النار صوب سيارة أخي ماهر برقان وبعد أن تقدم لينظر أين إطلاق النار تعرض لإطلاق النار عليه بشكل مباشر ولولا لطف الله لحدث ما لا تحمد عقباه".