إن ارتباط الشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية بالمسجد الأقصى المبارك أكبر بكثير من أن يُمنع، وقمع المصلين هو جريمة تكشف الوجه الحقيقي للإرهاب الصهيوني الذي يقف ضد حرية العبادة ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ في نازية جديدة، ما يحدث اليوم من محاولات وقف الاعتكاف هي من ثمار القمم الأمنية التي شاركت السلطة فيها، وقرار مجلس الأوقاف القاضي بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى طوال أيام الأسبوع واقتصاره على ليلتي الجمعة والسبت والعشر الأواخر من رمضان قرار تم بالتنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات خاصة بعد القمم الأمنية.

سيستمر شعبنا الفلسطيني بالدفاع عن المسجد الأقصى بكل وقت وبكل الوسائل وسيستمر بالاعتكاف مهما كلف ذلك من ثمن، ولا تزال حاضرة صيحات المصلين وندائهم للمقاومة التي أكدت قواها العسكرية أن القدس خط أحمر، وفي ضوء تقديرات تشير إلى أن الأجواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطيرة جدًّا وقابلة للاشتعال والفرصة مهيأة لتصعيد إذا ما أقدم الاحتلال ومستوطنوه على أي حماقة وهو ما أكدته قيادة القسام على لسان القائد مروان عيسى الذي قال إن أي تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال” ، ومن خلال متابعة الوضع العام فإن المقاومة الفلسطينية أوصلت تحذيرات متتالية للعدو الصهيوني من أي  حماقة غادرة ضد المسجد الأقصى، وأنها ستقابل برد قوي سيجعل الكيان الصهيوني  يندم على هذه الفعلة والحقيقة أن الواقع السياسي الذي يشهده الشارع في القدس وفي ظل عدوان المستوطنين وجنود الاحتلال يدفع باتجاه تنفيذ العديد من عمليات المقاومة في الضفة والقدس والداخل المحتل وربما في ساحات وجبهات أخرى قد تنطلق إذا ما وصلت الأمور لدرجة الغليان، فالمسجد الأقصى خط أحمر وسيف القدس لا يزال حاضرا والهتافات للقائد العام للقسام محمد الضيف لا تزال تتردد في ساحات المسجد الأقصى والذي لبى أول مرة لن يتأخر عن المسجد الأقصى ونصرته  من إرهاب الاحتلال.

شيئًا فشيئًا يحاول الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى من خلال استمرار الاقتحامات المتكررة وجعلها وكأنها أمر واقع يتعود عليه المتابع وصولًا إلى فرضه وهي سياسية صهيونية ببعد نفسي تسمى سياسة سلق الضفدع، إن مسألة العدوان على المسجد الأقصى مصيرية لدى قوى شعبنا وفصائله الوطنية والإسلامية وعليه فإن دعوة الجماعات اليمينية الصهيونية لتنفيذ اقتحامات واسعة خلال عيد الفصح و مطالبة  المتطرف المجرم وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير التي دعا فيها كل اليهود لاقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الفصح قد أخذت منحى خطيراً، فقيام المجموعات الصهيونية المسماة (جبل الهيكل) بإنشاء مذبح على السور الجنوبي للقدس، والدعوة لتقديم قرابين حيوانية .

محور هام تشكل وهو سيكون قوة حقيقية في حال اشتعال المنطقة ردًا على أي حماقة قد يقدم عليها الاحتلال ومستوطنوه، وهو الأمر الذي تحذر منه قوى المقاومة والمحور المعادي للكيان الأمر الذي يشكل تحدي كبير  في مواجهة القوى الصهيونية وبحسب تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني الذي يرأسه حاليا رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق عاموس يادلين تناول التقرير ثلاثة تهديدات لعام 2023 وهي البرنامج النووي الإيراني وتراجع العلاقة مع الولايات المتحدة والساحة الفلسطينية وفق التقرير يعتبر أن دولة الاحتلال في بداية عاصفة كاملة في ظل عدم وجود حل واضح مع الفلسطينيين في ظل ما يسمونه عاصفة الصحوة العنيفة.

اقرأ أيضاً: لجنة المتابعة تدعو جماهير شعبنا للرد على جريمة اقتحام المسجد الأقصى

وبعد أن رأينا أن محور المقاومة يزداد قوة وتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة خاصة بعد فشل صفقة القرن والهزيمة في أفغانستان والعراق والمصالحة بين المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية التي شكلت صفعة قوية لأجندة التطبيع بين الصهيونية العربية والاحتلال وأحدثت تصدعا كبيراً لدى الأنظمة المتحالفة مع الكيان في ظل وجود إرهاصات تراجع حضور الولايات المتحدة و صعود محور ايران روسيا الصين إيذانا بانتهاء العالم أحادي القطب الذي كان يدار بإرادة صهيوأمريكية، المطلوب الآن مزيد الوحدة خلف محور المقاومة واعتباره اللبنة الأساسية للوحدة الإسلامية وصولًا إلى وحدة متكاملة وهذه مرحلة يمكن للمخلصين من أبناء الأمة الوصول إليها بعد أن أثبت محور المقاومة  أنه أفعال وأقوال تلاقت فيها الأهداف المشتركة لمواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يرتكب المجازر صباح مساء .

وأمام تصاعد العمليات الجهادية ضد الاحتلال وتنوع الأدوات والأساليب في ميدان المواجهة بات يدرك قادة المنظومة الأمنية الصهيونية أن زيادة العمليات يشكل تهديدًا على الكيان، فبحسب مدير معهد بحوث  الأمن القومي تمير هايمن إن المؤسسة الأمنية الصهيونية في المستوى الإستراتيجي تفقد السيطرة على دائرة التصعيد وهو ما يعكس شعورًا متزايدًا لدى القيادة الصهيونية بتعاظم إمكانيات فصائل المقاومة وامكانياتها وتأثيرها في الضفة والقدس والمناطق الفلسطينية المحتلة ما سينعكس إيجابيًا لصالح قوى المقاومة بتحقيق خسائر كبيرة في أي مواجهة قادمة ضد الكيان وما تخشاه المؤسسة العسكرية الصهيونية هو الوصول الى مواجهة شاملة متعددة الجبهات في عدة ساحات وهو ما دفع لأخذ المزيد من الإجراءات في محاولة لتحييد أو إضعاف تأثير الفلسطينيين في أراضينا المحتلة عام 48.

ختامًا: الكلمة الأخيرة للمقاومة والقادم عظيم فلا يزال سيف القدس مشرعًا للدفاع عن المسجد الأقصى وهتافات المصلين لقائد القسام محمد الضيف حاضرة تؤكد عمق الإيمان الشعبي والالتفاف الجماهيري الواسع حول خيار المقاومة.