لا تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن جرائم القمع والتنكيل بحق المرابطين والمصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، بهدف إفراغه منهم، والسماح لقطعان المستوطنين باستباحته وتنفيذ مخططاتهم بحقه.
وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية بحقّ الأقصى مع اقتراب ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي، وسط دعوات أطلقتها جماعات "الهيكل" المزعوم إلى ذبح القرابين في باحات المسجد الأربعاء المقبل، وتنفيذ اقتحام جماعي له.
وتنوي منظمات "الهيكل" المزعوم تنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى على مدار أيام "عيد الفصح" العبري الذي يبدأ مساء الأربعاء المقبل ويستمر أسبوعًا، وسبق أن قررت شرطة الاحتلال تمديد الفترة الصباحية (الساعة 7 - 11:30) لاقتحامات المستوطنين.
صمام الأمان
وقالت المرابطة في الأقصى إسلام مناصرة، إنّ سلطات الاحتلال كثّفت في الأيام الأخيرة قمعها للمرابطين والمصلين والمعتكفين في الأقصى، خاصة مع قرب تنفيذ مستوطنين اقتحامات كبرى.
وأضاف مناصرة لصحيفة "فلسطين": "يُتوقّع أن تزداد هجمة الاحتلال ضد المرابطين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة مع اقتراب ما يسمى "عيد الفصح".
وشدّدت على أنّ المرابطين في الأقصى يُشكّلون صمام الأمان وحائط الصدّ في مواجهة مخططات الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى، لذلك يعمل الاحتلال على قمعهم واعتقالهم، وإصدار قرارات إبعاد لهم.
وأكدت المبعدة عن الأقصى عايدة الصيداوي أنّ سلطات الاحتلال تتعمد زيادة إصدار قرارات الإبعاد خلال شهر رمضان وخاصة مع دخول العشر الأواخر.
وقالت الصيداوي لصحيفة "فلسطين": "يبعد منزلي عن المسجد الأقصى قرابة الـ50 مترًا، وأنا محرومة من الصلاة والرباط فيه بعد صدور قرار من سلطات الاحتلال بإبعادي عنه خلال شهر رمضان".
وأضافت: "يوجد قرابة عشر سيدات وفتيات صدرت بحقهنّ بالفترة الأخيرة قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، وهنّ معروفات بنشاطهنّ ضد الاحتلال وفضح انتهاكاته بالأقصى، وتصوير المستوطنين خلال اقتحاماتهم للمسجد".
وتوقّعت الصيداوي أن تزيد سلطات الاحتلال من قرارات الإبعاد عن الأقصى لعدد آخر من المرابطات خاصة في ظل تشديد إجراءات الدخول إليه، وأداء الصلاة.
تصعيد كبير
من جهته، أكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب أنّ سلطات الاحتلال تريد جعل وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه أمرًا به خطر على حياتهم، بهدف إبعادهم عنه "بشكل طوعي".
وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين": "ارتكب الاحتلال على مدار السنوات الماضية، عدة مجازر في المسجد الأقصى، بهدف إفراغ المسجد من المصلين وإتاحته للاقتحام من المستوطنين".
وأوضح أنّ سلطات الاحتلال زادت بالفترة الأخيرة من إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين لمنعهم من الوصول والصلاة والرباط في الأقصى، من خلال القوة العسكرية والميدانية التي يمتلكها الاحتلال.
وبيّن أنّ المسجد الأقصى مقبل خلال الأيام القادمة على تصعيد كبير، وبدأ من خلال قتل جيش الاحتلال الشاب محمد العصيبي عند بوابات المسجد، مع استمرار الاعتداء على المعتكفين.
وأشار أبو عصب إلى أنّ سلطات الاحتلال صعّدت أيضًا من سياسة الاعتقال داخل المسجد الأقصى، حيث اعتقلت منذ بداية شهر رمضان 70 مواطنًا، وأبعدت عددًا آخر من المصلين.
ولفت إلى أنّ أهالي مدينة القدس والفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على مواجهة مخططات الاحتلال من خلال وجودهم المكثف في الأقصى، الذي كان أحد أبرز أشكاله تأدية أكثر من ربع مليون مصلٍّ صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد.