فلسطين أون لاين

رولا صابر.. أم لـ 7 أطفال يفتك بهم الفقر

...
رولا صابر.. أم لـ 7 أطفال يفتك بهم الفقر
غزة/ أدهم الشريف:

"نعيش ظروف لا يمكن وصفها، وبتنا مهددين بالطرد إلى الشارع".. كادت رولا صابر تنفجر من شدة القهر وهي تحكي هذه الكلمات؛ فهي بقدر حبها لأبنائها تخشى عليهم من أن يصبحوا بلا مأوى في أي لحظة.

تعيش صابر وهي أم لخمسة أبناء وابنتيْن، أكبرهم يزن (14 عامًا) وأصغرهم أمير عامين ونصف، في فقر مدقع منذ سنوات، حيث هجرها زوجها وتركها وحيدة مع أطفالها السبعة.

تتحمل صابر (31 عاما) هموم قد لا تقدر الجبال على حملها، إذ يقع على عاقتها مسؤولية أبنائها كاملة.

تزوجت صابر في سن مبكر عندما كان عمرها لا يتجاوز (16 عامًا)، لكنها ومنذ سنوات تعيش وحيدة لا يصل بيتهم أحد منذ تركها زوجها تصارع تأمين سبل العيش لأطفالها السبعة.

ويعتبر الزواج المبكر أحد الظواهر السلبية التي تعاني منها فلسطين، فوفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغت بين الإناث 19.3% من حالات الزواج في العام 2022، وتمثل هذه النسب انخفاضاً عما كان عليه الحال في العقد الماضي.

وما تبدو عليه الشقة السكنية المستأجرة، تشي بالحالة المعيشية للأسرة إذ يخلو المنزل البالغ مساحته 60 مترًا مربعًا من أي نوع من الأثاث، فلا تملك إلا أربع فرشاتٍ ينام عليها 8 أفراد.

ليس ذلك فحسب؛ فهي من أجل الحفاظ عليها تمنع الأم أبنائها من استخدام هذه الفرشات والجلوس عليها في أي وقت كان، إذ إنها لا تملك بدائلاً لها.

أما مطبخ الشقة السكنية، فهو بالكاد يتسع للأواني البلاستيكية والمعدنية المهترئة المصفوفة فيه.

تقول صابر التي تعاني من أزمة صدرية، لصحيفة "فلسطين": "قبل أن تتوفر الفرشات كنت أنام وأبنائي على حرامات نفرشها على الأرض ومن ثم تغطي أنفسنا بها".

ولا تملك والدة الأطفال أي مصدر للدخل وتعتمد في تأمين سبل معيشتها على ما يوفره الخيرين، بالإضافة إلى شيك الشؤون الاجتماعية الذي يصرف لها مرة في العام الواحد، ويتراوح بين 700- 1800 شيقل، حسب حالة الأسرة التي تتلقاه.

وتضيف صابر بخوف فرض نفسه بقوة على وجهها: "أصبحت مديونة لمالك الشقة بخمسة شهور متأخرات إيجار بسبب عدم قدرتي على التسديد بشكل منتظم، وفي كل مرة يأتي بها صاحب ويطلب منا الخروج والبحث عن أي مكان آخر.

وتملك صابر عزة نفس تجعلها غير قادرة على طلب المساعدة من أحد، لكن أهل الخير كما تقول، استطاعوا توفير بعض الحاجيات الضرورية للبيت، ومنها الثلاجة، وسخان المياه يعمل بالكهرباء، وجزء من قيمة الإيجار الشهري الذي يبلغ 450 شيقلاً، وذلك لبضعة أشهر فقط.

وتبدي صابر تمسكًا بأبنائها حيث رفضت تركهم لوالدهم الذي يطيل تفقدهم لفترات تمتد لأشهر، "فلا أحد يتعرف عليهم بشيء ولولا وجودي إلى جانبهم لتعثرت حياتهم أكثر من ذلك، لكن ما أتمناه أن يمن الله علينا بشقة أضمن فيه حياة كريمة لأبنائي ومصدر دخلٍ يمكنني من توفير حاجياتهم".

وتقول صابر إنها لا تحصل على المنحة القطرية بشكل منتظم مثل باقي الأسر المعدمة في قطاع غزة، والتي تضاعف عددها في السنوات الأخيرة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وفق ما توثقه تقارير رسمية محلية ودولية.

وأكثر ما تحلم به الأم، أن تتمكن من استكمال تعليم أبنائها، إذ لديها ابنتيْن حافظات للقرآن، وهي عادة ما تحافظ على قراءته باستمرار كلما ضاقت بها الدنيا، كما تخبر.

أما فيما يتعلق بيومياتها في شهر رمضان، وكيف تدير نفسها وأطفالها السبعة، فتقول: "نعتمد على مساعدات أهل الخير بشكلٍ أساسي، وقد نلجأ إلى تجزئة الطعام على يوميْن أو ثلاث حتى يكفينا".

وترأس النساء 9% من الأسر في قطاع غزة، المئات منهن أرامل ومهجورات وتعد هذه الفئات الأكثر هشاشة وضعفًا مجتمعيًا، وفق بيانات الإحصاء الفلسطيني.