حالة من غياب الوعي الكامل تعيشها الأمة الإسلامية، غيبوبة لا أمل في الاستفاقة منها، حين يسمع مليار ونصف مسلم ويقرؤون كل ساعة عن انتهاكات يهودية للمسجد الأقصى وعن عمليات تدنيس يومي مستمرة لكل ما هو مقدس عند الأمة، ولا يفعلون شيئًا فهذا مؤشر على أننا وصلنا إلى الحالة التي وصفها الشاعر المتنبي بقوله: من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام.
والآن وقد وصلت هذه الاستفزازات اليهودية الوقاحة إلى مراحل خطيرة وبدأ تنفيذ إجراءات عملية من أجل تهويد المسجد الأقصى، فإن الصمت سيفهم من هؤلاء المجرمين العنصريين كموافقة على كل ما يقومون به.
الخطوات العملية بدأت بوضع هؤلاء المتطرفين الإرهابيين لافتات باللغة العربية في البلدة القديمة، قائلة: "هل لديك مساحة إضافية، وتريد كسب المال؟ نبحث عن مكان لتخزين الماعز في البلدة القديمة، ويفضل أن يكون بجانب جبل الهيكل (المسجد الأقصى)".
وعرضت تلك الجماعة المتطرفة مبالغ مالية لكل من يساعدهم بإخفاء "الأغنام والخراف"، بهدف إدخالها إلى المسجد الأقصى، تمهيدًا لـ"ذبح القرابين" في عيد "الفصح" اليهودي، الذي سيبدأ بتاريخ 6 حتى 12 نيسان الحالي.
وطالبت الجماعات المتطرفة أنصارها بإحضار حيوانات القربان بهدف محاولة ذبحها ليلًا داخل المسجد، في حين أن وقت القربان يبدأ من مغيب شمس يوم الأربعاء، فيما يكون عيد الفصح يوم الخميس السادس من نيسان.
وحتى تكون الخطوة رسمية وبموافقة حكومة الاحتلال التي يقودها المستوطنون فقد أرسل 15 حاخامًا من حزب "الصهيونية الدينية" رسالة لرئيس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو ووزير ما يسمى الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، يطالبونهما فيها السماح لهم بـ"ذبح قرابين عيد الفصح" في المسجد الأقصى، وهي خطوة عدوانية وغير مسبوقة.
بالطبع نتنياهو في حالة ضعف وانهيار كامل ولن يستطيع رفض الطلب فهو مثل الخاتم بأصبع بن غفير ووزراء الاستيطان، عصابة الزعران.
ومنذ سنوات طويلة، و"منظمات الهيكل" تضع نصب أعينها قضية تقديم "قربان الفصح" داخل الأقصى، عادً ذلك إحياء معنويًا "للهيكل" المزعوم، وخطوة متقدمة لفرض كامل الطقوس التلمودية.
مستفيدة من نفوذها الحكومي غير المسبوق، عبر وجود 16 وزيرًا في حكومة نتنياهو يتبنون مقولاتها، بعضهم من أعضائها المباشرين مثل المتطرف إيتمار بن غفير، المسؤول المباشر عن قواعد الاشتباك في الأقصى.
فيما نحن العرب والمسلمون بدأنا منذ الآن في الاستعداد لمواجهة هؤلاء العنصريين المارقين بكمية هائلة من بيانات الإدانة والاستنكار، وإذا تطلب الأمر فنحن على استعداد لاستيراد أي كلمات فارغة بلا معنى من أي مكان في هذا الكوكب تنطبق عليها صفات "يا أمة ضحكتْ من جهلها الأمم".