حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أعضاء الكونغرس، منذ أيام، من أن الصين في طريقها إلى تحقيق التفوق العسكري على الولايات المتحدة، بحلول منتصف القرن.
وفي شهادته، في جلسة استماع إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بشأن طلبات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2024، أشار ميلي إلى أنّ الصين لديها هدف وطني يتمثل بـ"التكافؤ العالمي" مع الولايات المتحدة، و"التفوق العسكري" بحلول عام 2049.
وقال إنّ "الصين تسير في هذا الطريق من أجل بلوغ ذلك، وهذا أمر مزعج حقاً، وسيتعين علينا، ليس فقط مواكبة الوتيرة، بل تجاوز ذلك أيضاً".
وأضاف ميلي أنّ من دواعي القلق، بصورة خاصة، برنامج الصين للتطوير النووي، مؤكداً أنّه لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله من أجل "إيقافه أو إبطائه أو تعطيله أو اعتراضه أو تدميره".
وردد قلق ميلي صدى قلق قائد القوات الجوية الأميركية، فرانك كيندال، الذي أبلغ الكونغرس، يوم الثلاثاء، أن توسع الصين في قوتها النووية كان التهديد العسكري الأكثر "إثارة للقلق"، والذي شهده في حياته المهنية، التي استمرت نصف قرن.
وطوال عدة أشهر، دق البنتاغون ناقوس الخطر بشأن التحركات النووية الصينية، وحذّر، في كانون الأول/ديسمبر، من أن البلاد في طريقها إلى مضاعفة عدد الرؤوس النووية أربع مرات، لتصل إلى 1500 رأس بحلول عام 2035.
وفي الوقت الحالي، تقدر وزارة الدفاع الأميركية عدد الرؤوس الحربية النووية الصينية بأكثر من 400، بينما قد يبدو هذا الرقم صغيراً مقارنة بمخزون الولايات المتحدة البالغ نحو 3750 .
وشدد ميلي، يوم الأربعاء، على أنه لا يجب الاستهانة بقدرات بكين. وقال إنّ الصين "لديها قدرة نووية كبيرة اليوم، ولديها صواريخ باليستية عابرة للقارات، ومن الواضح أن هذا أمر مزعج"
كما أشار الجنرال أيضاً إلى أنّ الوضع يزداد تعقيداً بسبب تعزيز العلاقات بين الصين وروسيا، والتي وصفها بأنها "مزعجة"، مضيفاً "أننا نواجه قوتين عظميين مسلحتين نوويتين، لذلك، لا تزال مبادئ الردع للحرب الباردة سارية، لكنها الآن أكثر تعقيداً، لأنها اثنان في مقابل واحد".
وجاءت تصريحات ميلي في أعقاب إصدار تقرير جديد لمؤسسة التراث، ينص على أن الولايات المتحدة دخلت حرباً باردة جديدة مع الصين، ويضع الخطوط العريضة لخطة دفاعية لمواجهة التهديد.
ومنذ أسابيع، ذكر موقع "The EurAsian Times" أنّ الصين "قادرة على شلّ حركة سفن البحرية الأميركية في غربي المحيط الهادئ".
ولفت المقال إلى أنّ خدمات النقل والإمداد اللوجيستية واستدامتها، تستأثر حالياً بخيال المخططين العسكريين مرة أخرى، في خضم الحروب الطويلة مع عدو لدود، الأمر الذي ينبئ بإعداد واشنطن العدة للاشتباك مع الصين في غربي المحيط الهادئ.