فلسطين أون لاين

الصوم يجدد جهاز المناعة ويعزز السيتوكينات الالتهابية

...
الصوم يجدد جهاز المناعة ويعزز السيتوكينات الالتهابية
غزة/ هدى الدلو:

أجرى العلماء الكثير من البحوث لمعرفة ما يحدث للجسم فترة الصوم، واكتشفوا الكثير من الأمور المذهلة.

ففي تقرير نشره موقع "أف.بي.ري" الروسي عرضت الكاتبة ألينا فاسيليتس مجموعة من الحقائق التي يمكن معرفتها عن الصيام، وفوائده على الجسم والنظام الغذائي المناسب.

ويفيد التقرير أن خفض الوزن في أثناء الصوم يعزز المناعة، ويحمي النفس من الأمراض، لكون هذه الممارسة تعزز من عمل جهاز المناعة.

ووفق دراسة أجراها العالم الأمريكي مارك ماتسون، ينشط الصوم عمل الجهاز المناعي وقدرة الجسم على استعادة الخلايا التالفة.

ويوضح اختصاصي أمراض الدم وزراعة النخاع د. هاني عياش، أن جهاز المناعة مكون من خلايا وأنسجة وأعضاء تعمل مع بعضها لأجل القيام بمهمة حماية الجسم من الأمراض والإصابة بعدوات مختلفة، ولكن البعض يعاني ضعفًا في جهازه المناعي فيكون عرضة للإصابة بأمراض مختلفة.

ويشير عياش لـ"فلسطين" إلى عوامل بيئية تتسبب بضعف المناعة، منها الإصابة ببعض الأمراض كأنواع معينة من السرطان، والتهاب الكبد الفيروسي، وسوء تغذية الشخص، والتوتر المزمن، فالصحة النفسية تؤثر تأثيرًا كبيرًا على عمل الجهاز المناعي، كما أنه يعرض الشخص للإصابة بأمراض أخرى.

وفق جمعية علم النفس الأمريكية، فإن التوتر المزمن قادر على إضعاف جهاز المناعة؛ وذلك لأنه يقلل من كريات الدم البيضاء التي تحارب مسببات المرض، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات تحديدًا.

ويلفت د. عياش إلى أن اضطرابات النوم من أسباب نقص المناعة، فعدم حصول الشخص على ساعات نوم غير كافية لجسمه يجعله عرضة للإصابة بأمراض مختلفة، فقلة النوم وجودته تؤثر أيضًا في سرعة الشفاء من المرض، لكون الجهاز المناعي يعمل في أثناء النوم على إطلاق بروتينات معينة تعرف باسم "السيتوكينات"، التي يحتاجها الجسم في حال الإصابة بعدوى ما أو التهاب والتي تعمل بكفاءة أعلى في الصوم.

ويبين أن عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وبالأخص بغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار كونهما ناقلًا أساسيًا للفيروسات وتعقيمهما يصبح الشخص عرضة للإصابة بالمرض، إضافة إلى أن التدخين يعمل على تثبيط عمل الجهاز المناعي ويقلل من فعالية بعض العلاجات، ومناعة ضعيفة ليُصاب بأمراض مختلفة.

ويذكر د. عياش أن بعض أنواع الأدوية كالكورتيزون وما يصاحبه من أعراض جانبية ومن بينهما ضعف كفاءة الجهاز المناعي، إلى جانب أدوية أخرى تسهم في تثبيط المناعة كالعلاج الكيميائي.

ومن العوامل التي تؤدي كذلك إلى إضعاف جهاز المناعة، الوزن الزائد والسمنة، ومرض السكري، إذ فيصبح المصاب أكثر قابلية للإصابة بالعدوات كالإنفلونزا والتهابات المسالك البولية والفطرية والالتهابات الرئوية الجرثومية، وفي بعض الأحيان التهاب الشُعب الهوائية.

وجبات متنوعة

وكذلك الإفراط في تناول الملح، إذ تشير دراسة نُشرت بمجلة "علوم الطب الانتقالي" إلى أن استهلاك الكثير من الملح يمكن أن يضعف المناعة، وذلك بسبب ارتباطه في ارتفاع ضغط الدم.

وعانى المشاركون الذين تناولوا 6 غرامات إضافية من الملح يوميًا، وفق الدراسة، من تراجع واضح في المناعة.

وينصح الباحثون باتباع توصيات منظمة الصحة العالمية، بأن تراوح كمية الملح المستهلكة يوميًا بين 9 غرامات و12 غرامًا.

وهنا ينبه د. عياش إلى ضرورة أن يحرص الصائم على تناول وجبة إفطار متنوعة بالعناصر الغذائية، فذلك يسمح للجسم بالانتقال إلى حرق الدهون بدلًا من الغلوكوز، للحصول على الطاقة، مما يسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية وثبات الوزن.

ويضيف أن ساعات الإفطار التي يسمح فيها للصائم بتناول الطعام يمكن بها تعزيز كفاءة جهاز المناعة باختيار أطعمة تحتوي على فيتامينات متنوعة وعناصر غذائية غنية بالألياف إلى جانب مصادر البروتين الصحي، فالطعام الصحي والمتوازن يبني جهازًا مناعيًا قويًا.