لم تفلح محاولات التاجر سليم الحواري منذ أيام فتح أبواب بقالته التجارية المطلة على الشارع الرئيس لبلدة حوارة، بسبب قرار عسكري إسرائيلي يقضى بإغلاق المحلات التجارية في ذاك الشارع.

ويبدو شارع البلدة الواقعة جنوب مدينة نابلس، "شبه خالٍ" من المواطنين الذين يحاولون الابتعاد عنه؛ نظرًا لكثرة الحواجز العسكرية الإسرائيلية، بذريعة الحد من عمليات المقاومة.

ويعبر الحواري في حديثه لصحيفة "فلسطين" عن غضبه من قرار جيش الاحتلال الذي قضى على تطلعاته التجارية في شهر رمضان، بل إنه تسبّب بخسارة مالية كبيرة لتجارته.

وعدّد بعضًا من خسائره: تلف بعض المواد الغذائية، أجرة عمال، عدا عن تعطّل مصلحته التجارية وإمكانية دفع مستحقات التجار المتراكمة عليه. 

وأكد الحواري أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية قضت على مظاهر شهر رمضان في البلدة التي تشهد حركة تجارية نشطة في الأيام العادية.

ولا يختلف الحال طرف التاجر صابر مشاريق، الذي يشتكي من الأوضاع الميدانية في البلدة التي أتت بآثارها السلبية على الحالة التجارية.

وأشار مشاريق في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن انتشار الجيش بكثافة في الشارع الرئيس للبلدة دفع المواطنين للعزوف عن التسوّق من محلات البلدة.

اقرأ أيضاً: رئيس بلدية حوارة: لا نستبعد هجومًا جديدًا للمستوطنين

ولفت إلى أن إجراءات الاحتلال العسكرية قضت على آمال تجار البلدة في موسم تجاري ناجح  بشهر رمضان.

400 مصلحة تجارية

وإزاء تعطّل مظاهر الحياة في الشارع الرئيس للبلدة، توجّه المواطن صالح سلامة لمدينة نابلس من أجل التسوق لعائلته.

وأوضح سلامة لصحيفة "فلسطين" أن شارع البلدة لا يخلو لحظة واحدة من المستوطنين والجيش على مدار الساعة، وقد يتعرّض المواطن أو الزبون لاعتداء وحشي.

وبحسب رئيس بلدية حوارة معين الضميدي فإن البلدة "تعيش أجواء منكوبة" من جرَّاء اعتداءات المستوطنين والجيش منذ بداية العام.

وذكر الضميدي لصحيفة "فلسطين" أن جيش الاحتلال يغلق أزيد عن 400 مصلحة تجارية في البلدة.

وأكد أن جميع تجار البلدة تعرّضوا لخسائر مالية متفاوتة إزاء الإجراءات العسكرية في البلدة عدا عن حرق المستوطنين لمنازل المواطنين فبراير الماضي. 

وسبق أن تعرّضت بلدة حوّارة في 28 فبراير/ شباط الماضي، لهجومً عنيف من المستوطنين أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة 100 آخرين وإحراق عشرات المنازل والمنشآت والمركبات وتكسير وتحطيم عشرات أخرى، وهو ما قوبل بردود فعل دولية غاضبة، دفعت بمسؤولين دوليين لزيارة حوّارة والاطلاع على آثار ذلك الهجوم.