فلسطين أون لاين

الضفة الغربية لم تعد بيئة مناسبة للاستيطان

أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، مساء السبت مسؤوليتها عن عملية حوارة، والتي أسفرت عن إصابة اثنين من جنود الاحتلال "الإسرائيلي" أحدهما إصابته خطيرة، تأتي عملية الجبهة الشعبية ضمن سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها فصائل فلسطينية، مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس، والجهاد الإسلامي، وكذلك مجموعة عرين الأسود، فضلًا عن عمليات تم تنفيذها في الضفة الغربية، ولم تتبناها الفصائل.

يمكننا القول إن فصائل المقاومة بدأت باستعادة دورها المقاوم في الضفة الغربية، وهذا يشير إلى نجاح تلك الفصائل في إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، والتأقلم مع البيئة المحيطة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها على مدار سنوات طويلة.

عمليات المقاومة التي تنفذ في الضفة الغربية يمكن وصفها بالعمليات النوعية والمؤثرة وغير المتوقعة، إذ لم يكن في حسبان قادة الكيان الإسرائيلي أن تتصاعد المقاومة في الضفة الغربية بهذه الوتيرة المرتفعة، وأن تتمدد بعدما كانت محصورة في جنين إلى نابلس وأريحا والقدس والخليل وقد تصل إلى باقي مدن الضفة الغربية، وقراها، ومخيماتها في غضون أشهر قليلة.

الكيان الإسرائيلي في أضعف حالاته؛ صراع داخلي بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، حكومة نتنياهو المتطرفة منهمكة في استصدار قوانين، وعمل إجراءات لحماية أعضائها من الفاسدين واللصوص، والمستوطنون يعيثون فسادًا من نهب وسلب في الضفة الغربية؛ طمعًا في الثراء والاستحواذ على ممتلكات الفلسطينيين، ولا علاقة لما يفعلون بمعتقداتهم الدينية الزائفة، ولا بإطالة عمر كيانهم الزائل.

في المقابل نجحت المقاومة الفلسطينية في تثبيت نفسها في قطاع غزة، وتطوير قدراتها، حتى حققت معادلة الردع مع الاحتلال، كما أنها أصبحت قادرة على الدفاع عن كل فلسطين، إلى جانب نهضة المقاومة في الضفة الغربية واستعادة دورها، ما ينذر بنهاية قريبه للتوسع الاستيطاني في الضفة، وشل حركة المستوطنين في شوارعها، وهنا نذكر بأن عشرات المستوطنات كانت خالية تمامًا من ساكنيها عندما كانت المقاومة في أوج قوتها في الضفة، ولذلك نتوقع أن يبدأ الإخلاء غير الرسمي للمستوطنات في الضفة مع استمرار تصاعد المقاومة، على الرغم من القرارات التي تصدر عن الكنيست الإسرائيلي بالعودة إلى مستوطنات جنين وغيرها، فالمستوطن لا يحتاج إلى قرار للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وإنما يحتاج إلى بيئة مساعدة للنهب والسلب، وأعتقد أن الضفة الغربية لن تكون صالحة للاستيطان في الأشهر القليلة القادمة.