فلسطين أون لاين

صِدام مرتقب في الأسبوع الثالث من رمضان

تقرير "الأعياد اليهودية".. مواسم عدوان على "الأقصى"

...
طقوس المستوطنين في "الأقصى" (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

مثّل ما يسمى "عيد المساخر اليهودي" الذي امتد على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين منصة تحريضية لتعبئة جمهور المستوطنين استعدادًا للاستفزازات الكبرى في "الفصح العبري" الذي يحل هذا العام في الأسبوع الثالث من شهر رمضان، بين 6 و12 من شهر أبريل/ نيسان.

ويحاول الاحتلال في هذه "الأعياد" فرض الطقوس التلمودية داخل الأقصى، بالذات موضوع "الانبطاح أرضًا"، ومحاولة التوسع في فرض السيطرة على الأقصى، وخصوصًا في شهر رمضان، وتقود جماعات "الهيكل" المزعوم التحضيرات لشنّ اقتحامات واسعة للمسجد في الشهر الفضيل خلال "الفصح العبري" الذي سيمتد على مدار ستة أيام، ما ينذر بصدام مرتقب وواسع بين الشعب الفلسطيني والمتطرفين، بحسب مراقبين.

وبلغت أعداد المستوطنين المقتحمين خلال يومي "المساخر" أكثر من 130 مقتحمًا، في حين تُبيّن الإحصائيات الفلسطينية أنّ إجمالي عدد المقتحمين منذ بداية العام بلغ 15 ألف مستوطن، وسط تحضيرات وجهود حثيثة من قِبل منظمات "الهيكل" المزعوم لشنّ أوسع اقتحام للأقصى خلال "الفصح العبري".

توظيف إسرائيلي

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي زياد ابحيص، أنّ "أعياد" الاحتلال تستخدم رافعة لمشروع تهويد المسجد الأقصى وتحويله من إسلامي خالص لـ"مقدس مشترك" تمهيدًا للوصول للإحلال الديني والسيطرة عليه.

وقال ابحيص لصحيفة "فلسطين": "إنّ التعاليم التوراتية لا تنص على وجود علاقة بين الأعياد والهيكل المزعوم، فمثلًا لا يوجد هناك صلة بالمفهوم التوراتي بين ما يسمى عيد المساخر الذي تخلله اقتحامات المستوطنين للأقصى الأسبوع الماضي".

ورأى ابحيص في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنّ جماعة "الهيكل" المزعوم وظّفت "عيد المساخر" باتجاهين على الرغم من عدم وجود صلة مع المزاعم التوراتية، الأول الاحتفال به بارتداء ملابس تنكرية واعتباره زي كهنة "الهيكل" المزعوم، ودعوة المقتحمين لارتدائه لإحياء مقولة قديمة عندهم تقول إنّ من يقود الصلوات طبقة من الكهنة"، لتطويع الوعي العربي والإسلامي لقبولها.

التوظيف الثاني، وفق ابحيص، استخدام "الأعياد" خاصة "المساخر" الذي يسبق "الفصح العبري" منصة للتحريض ولتعبئة جمهور المستوطنين استعدادًا للاستفزازات الكبرى في "الفصح" الذي يحل هذا العام في الأسبوع الثالث من رمضان.

وبحسب الباحث المقدسي، تدرك حكومة المستوطنين خطورة عدوانها المرتقب في شهر رمضان، ما أدّى لحدوث خلاف بين المستويين الأمني والسياسي الإسرائيليين المحكومَين بمقولات تلمودية، لكن مع اشتداد التظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو قد يجد الأخير المواجهة فرصة لتوحيد الصف الإسرائيلي الداخلي للخروج من الأزمة، مع عدم المقدرة على احتواء التظاهرات.

اقرأ أيضًا: تقرير الخطر يحدق بالأقصى خلال الأعياد اليهودية ودعوات لتكثيف الرباط

في المقابل، يرى ابحيص أنّ الخطر الذي يُحدق بالأقصى يحمل في طيّاته فرصة، والتجربة تقول، إنه ما من مرة كان فيها الأقصى تحت تهديد مباشر إلا هبَّ الفلسطينيون في القدس والضفة وغزة لنصرته، ضمن خمس معادلات تتجلى اليوم، من خلال العمليات ذات الدافع الفردي، والإرادة الشعبية في الشارع، ومقاومة غزة العسكرية التي تختار وقت الانضمام للمعركة، والتفاعل الفلسطيني الخارج، والمقاومة المنظمة بالضفة. 

تعزيز حضور

في حين يرى المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع، أنّ الاحتلال يحاول من خلال هذه "الأعياد" التي تتزامن مع مناسبات دينية إسلامية تعزيز حضور المستوطنين أولًا من الناحية الرمزية، بهدف السيطرة على المكان، في حين تُحاول الجماعات التلمودية ربط كل مناسبة لديها بالأقصى كنوع من تعزيز "قدسية القدس" كأنها "عاصمة موحدة" مزعومة في "السردية الإسرائيلية".

وقال مناع لصحيفة "فلسطين" إنّ جهود المستوطنين في تحقيق تلك الغايات تتمثل في تنظيم وتسيير الاقتحامات للأقصى وأداء طقوس تلمودية، حتى اللحظة يُمنع على المستوطنين ممارستها داخل الأقصى مثل الصلاة والسجود الملحمي، إذ تقتصر الاقتحامات على جولة داخل المسجد حاليًّا.

ولفت النظر إلى أنّ الاحتلال يحاول تعزيز فكرة ممارسة الطقوس والشعائر، بهدف التقسيم الزماني للأقصى أي بمنع دخول المسلمين في باحات الأقصى خلال فترة معينة من الزمن.

وعلى الرغم من كل سياسات الاحتلال خلال "الأعياد اليهودية" وما يتخللها من عدوان على المسجد الأقصى، إلا أنّ مناع يرى أنّ الاحتلال فشل في فرض واقع جديد على الرغم من كل محاولات منظمات "الهيكل" المزعوم المتكررة لتحقيق السيطرة الزمانية والمكانية على المسجد، وذلك بفضل صمود الشعب الفلسطيني وهبّته في مناسبات عديدة.