فلسطين أون لاين

بذريعة البحث عن منفذي العمليات

تقرير الحواجز العسكرية.. انتقام إسرائيلي من حياة الفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
نابلس/ خاص "فلسطين": 

لساعات طويلة انتظر الشاب محمد دردوك أمام "حاجز زعترة" العسكري على أمل العودة لمنزله في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة قادمًا من عمله في مدينة رام الله.

وحينما جاء دور تلك المركبة، طلب الجنود من دردوك الترجُّل من المركبة رفقة ركابها.

وروى دردوك لصحيفة "فلسطين" تعصيب جنود الاحتلال أعين المواطنين وربط أياديهم، وحشرهم بين الكتل الإسمنتية المحيطة بالحاجز العسكري الفاصل بين شمال الضفة وجنوبها.

اقرأ أيضًا: "عرين الأسود" تستهدف جنود الاحتلال عند حاجز صرّة غرب نابلس

وأفاد بأنّ الجنود تركوا جميع الرجال "معصوبي الأعين" مدة ساعة ونصف، وبعدها فكّوا قيودهم، ثم طلب أحد الجنود من الجميع: "العودة من حيث أتينا".

واضطر دردوك وغيره المئات من المواطنين لسلوك طرق زراعية والتفافية استغرقت مدة ثلاث ساعات من أجل الوصول إلى مدينة نابلس، علمًا بأنّ طريق الحاجز المذكور تستغرق 20 دقيقة.

ونفّذ مقاومًا فلسطينيًّا، الأحد الماضي، عملية إطلاق نار في بلدة حوارة وأسفرت عن مقتل مستوطنَيْن اثنين أحدهما جندي في جيش الاحتلال.

وعلى الحاجز ذاته، روت الطالبة الجامعية تسنيم مراحيل "أجواء مرعبة" بسبب ممارسات جنود الاحتلال الذين قاموا وبمجرد وصول الحافلة التي تستقلها للحاجز بإشهار الأسلحة والصراخ على المواطنين.

وأفادت مراحيل في حديثها لصحيفة "فلسطين" بأنه بعد انتهاء يوم الدراسة في جامعة بيرزيت، استقلّت كغيرها من الطلاب والطالبات الحافلة للعودة إلى مدينة نابلس.

وقالت: "وقت وصولنا حاجز زعترة العسكري هاجمنا الجنود كـ(الوحوش) ثم طلبوا منا العودة".

واضطرت مراحيل كغيرها من المواطنين والطلاب للجوء إلى أحد منازل الأقارب أو الأصدقاء للمبيت عندهم.

و"حاجز زعترة" حاجز إسرائيلي أُقيم على أراضي قرية ياسوف قرب قرية زعترة وسط الضفة الغربية، يمر عبره معظم حركة التنقل بين شمال الضفة ووسطها، وعبره تمر حركة السير بين مدينتي رام الله ونابلس.

ولا تختلف معاناة المواطن فادي أبو ثابت، عن سابقيه، الذي وصل الساعة 3 عصرًا بعد انتهاء دوامه في أحد المؤسسات ليجد المئات من المواطنين ينتظرون على قارعة الطريق أمام الحاجز على أمل أن يُسمح لهم بالعودة لمكان سكناهم.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يُضيّق على المقدسيين بالحواجز العسكرية

وذكر أنّ جنود الاحتلال الموجودين على الحاجز رفضوا السماح للمواطنين بعبور الحاجز بعد انتظار دام لـ10 ساعات، لافتًا إلى أنّ أغلبية الموجودين من سكان بلدتي بيت دجن وبيت فوريك.

وأشار أبو ثابت إلى إلقاء جنود الاحتلال القنابل الغازية والصوتية؛ لإفراغ الحاجز من المواطنين الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من حالات الاختناق بين صفوف المواطنين وخاصة كبار السن.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) هناك 705 عوائق دائمة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة تقيّد حركة المركبات والمواطنين الفلسطينيين.