بعد الاعتداءات الوحشية الجبانة التي نفذها المستوطنون الإسرائيليون ضد سكان حوارة وممتلكاتهم علَّق ما يسمى برئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي تسفيكا فوغل بقوله: "حوارة مغلقة ومحترقة، هذا ما أريد أن أراه"، وقال في مقابلة أخرى لإذاعة جيش الاحتلال أنه ينظر إلى نتائج هجوم المستوطنين بكثير من الإعجاب مضيفًا: "لقد فهموا في حوارة أن هناك توازنًا في الرعب لم ينجح الجيش في تحقيقه، كما أن الهجوم حقق ردعًا ضد العنف الفلسطيني لم يتحقق مثله منذ عملية الدرع الواقي"، على حد زعمه.
لم يمر سوى ساعات على التصريحات الغبية للمتطرف فوغل حتى تحولت الضفة الغربية إلى بركان يقذف بالحمم على المستوطنين وجيش الاحتلال، في ساعات فقط نفذ مقاومون فلسطينيون عمليات إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة فضلًا عن رشقهم بالحجارة أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف العدو الإسرائيلي، الذي بدوره حاول إخفاء خسائره وعدم تغطيتها إعلاميًا ولكنه فشل في ذلك، وأثبت الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أنه قادر على التصدي لجيش الاحتلال وردع المستوطنين بكل الوسائل المتاحة.
رئيس مجلس الأمن القومي تراجع عن تصريحاته وادَّعى أنها حُرفت ولم يوضح ما الذي يقصده ولكن يبدو أنه تلقى توبيخًا من أعلى المستويات لأن تصريحاته الغبية إلى جانب اعتداءات المستوطنين وخاصة في حوارة فجرت الأوضاع في الضفة الغربية بسرعه البرق، حتى أصبح تنقل المستوطنين في شوارع الضفة الغربية مخاطرة شديدة قد تكلفهم الكثير.
الدرس المستفاد من الأحداث السابقة ومن الساعات الـ24 الأخيرة هو أنه لا يمكن تحقيق أي تهدئة مع الفلسطينيين، وهناك حكومة إرهابية متطرفة وأعضاء كنيست أغبياء، حتى لو تم الاستعانة بأمريكا وبجيش الاحتلال وبأي طرف آخر، حتى لو عقدت قمم ومؤتمرات واجتماعات من أجل تحقيق الأمن للإسرائيليين دون الفلسطينيين، فالهدوء لن يتحقق للإسرائيليين طالما استمر الاستيطان وعربدة المستوطنين، وطالما استمر تدنيس المقدسات وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات، لن يتحقق ما لم تتوقف معاناة أسرانا في سجون الاحتلال ومعاناة شعبنا المحاصر في قطاع غزة، ونذكر بن غفير وفوغل وكل المتطرفين أن المعركة لم تبدأ بعد، فما يحدث الآن وبالرغم من شدته ما هو إلا بداية الطوفان.