قرأت تصريحات حسين الشيخ الإعلامية عن لقاء العقبة، الذي تمَّ برعاية أمريكية، ومشاركة مصرية أردنية مساعدة، إضافة إلى (إسرائيل)، والسلطة الفلسطينية.
السلطة ذهبت إلى الاجتماع بقرار منفرد، في حين كانت نابلس تودع (١١) شهيدًا في هجوم إسرائيلي مباغت. وتصريحات الشيخ خرجت إلى الإعلام بعد تنقيح مع قيادته، وبعد أن أحرق المستوطنون حوارة، ولم تراعِ التصريحات آلام حوارة والشعب، ولا مواقف الفصائل الفلسطينية.
قرأت تصريحات الشيخ وفيها محاور متعددة، وإنشاء كثير، ولفت انتباهي في كلامه أمران: الأول: محاولة تضليل وافتراء على الفصائل، إذ زعم أن هناك حوارات هادئة مع حماس وغيرها قبل لقاء العقبة، ما اضطرت حماس لنفي ذلك، وكذا نفت الجبهة الشعبية، وأكدت الفصائل جلها رفضها لمخرجات العقبة، وإدانتها لمشاركة السلطة، ودماء نابلس وجنين لم تجف، وكل الفصائل عدا فتح اعتبرت لقاء العقبة عملًا مضادًا لها، ومفيدًا لحكومة نتنياهو المتطرفة.
والأمر الثاني: زعم الشيخ أن لقاء العقبة لم يكن لقاء أمنيًّا، بل كان لقاء (سياسيًّا، واقتصاديًّا، وأمنيًّا)، هذا الزعم يقصد به التغطية على جوهر اللقاء، وهو الأمن عبر البعد السياسي والاقتصادي، بينما هو عمل أمني ضد المقاومة في الضفة بحسب قراءات الفصائل، ومنع الانتفاضة الثالثة التي تتبلور بسرعة، في حين أن الضفة تستقبل شهر رمضان، (وإسرائيل) تبدي قلقًا من تداعيات شهر الصيام.
لقاء العقبة كان لقاء أمنيًّا مائة في المائة، وبهذا وصفته الصحف العبرية ووزراء من حكومة نتنياهو، ولم تُشر المصادر الأمريكية، ولا الغربية، بكلمة واحدة إلى المستوى السياسي والاقتصادي في اللقاء، والبيان الختامي خالٍ من السياسة والاقتصاد، وكل المحللين وأصحاب القلم يجمعون على أنه لقاء أمني يخدم مطالب الاحتلال والبيت الأبيض.
وهنا أقول، على حسين الشيخ الذي مثل عباس في اللقاء أن يشرح لنا المنجز السياسي، والمنجز الاقتصادي، ولكن بالأرقام والإحصاءات، والنتائج التي يمكن أن نلمسها على الأرض، ومتى، وما حجم الأموال المدفوعة، وأسماء المشاريع التي ستنفذ ومتى؟ إن فشل في هذا الشرح، فالعار في أذياله لكذبه على الشعب، كما كذب على الفصائل.
إن للشعب الفلسطيني مشكلتين: الأولى مشكلته مع الاحتلال وهي الأصعب، والثانية مشكلته مع سلطة فلسطينية لا تصدقه القول، وتمارس عليه الكذب والتضليل بأساليب متعددة، دون أن تلتفت إلى أن العقل الجمعي للشعب بات أكثر وعيًا بها، وأنه لا يصدقها!