فلسطين أون لاين

خلال لقاء نظّمه موقع حماس باللغة الإنجليزية

حوار أبو مرزوق: شعبنا يتجه نحو مقاومة شاملة أقرب ما تكون لانتفاضة كبيرة

...
د. موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس مكتب العلاقات الدولية فيها (أرشيف)

أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، ورئيس مكتب العلاقات الدولية، موسى أبو مرزوق، أنّ إستراتيجية حركة حماس تقوم على مقاومة الاحتلال والدفاع عن الشعب الفلسطيني، وليس التهدئة، موضحًا أنّ الشعب الفلسطيني يتجه نحو مقاومة شاملة مع الاحتلال أقرب ما تكون إلى انتفاضة كبيرة.

وقال أبو مرزوق خلال لقاء نظّمه "الموقع الرسمي لحركة حماس الناطق باللغة الإنجليزية"، للإجابة على أسئلة الصحافة الأجنبية حول آخر المستجدات الفلسطينية الراهنة، مساء أمس الأحد: إنّ "توجهات حكومة نتنياهو الحالية تدفع لمواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، ولن يستطيع الاحتلال والسلطة الحدّ منها، وأكبر دليل عملية اليوم على حاجز حوارة".

وأضاف: إنّ "التصعيد في الضفة والقدس له علاقة مباشرة بالأوضاع التي يخلقها الاحتلال ".."وأنّ أيّ تحركات سواء في شهر رمضان أو غيره لن تقابلها حماس بالورود، وستقاوم هذا المحتل المجرم"، مردفًا: "لن نستطيع إلّا أن نواجه إجراءات الاحتلال بمقاومة مسلحة للدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وفي غزة غرفة عمليات مشتركة للمقاومة وتتعامل مع كلّ إجراءات الاحتلال".

اقرأ أيضًا: حماس تُحذّر الاحتلال من إطلاق يد مستوطنيه ضد أبناء شعبنا بالضفة

وحول قمة العقبة، ذكر أبو مرزوق أنّ نتائجها فيها ضرر كبير على الشعب الفلسطيني، وقال: "إنّ مباحثات العقبة جرت لوقف التصعيد؛ لكنه ما زال قائمًا بمواصلة الاحتلال اقتحاماته وجرائمه بالضفة"، لافتًا إلى أنّ الوضع القائم يُمثّل إرهاصات انتفاضة بالضفة والقدس لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه، ومقاومة هذا التصعيد ستكون أكبر.

ورأى أنّ السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأً سياسيًّا بالمشاركة في القمة، خاصةً بعد مجزرة نابلس وسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من مجلس الأمن، مبينًا أنّ مخرجات القمة فيها اعتراف بأحقية الاحتلال، وتأجيل توقيع السلطة والاحتلال عليها لمدة ستة أشهر، يعني تأجيل في التوقيت وليس في القرار، فالاحتلال لم يوافق على التهدئة ولا على وقف جرائمه بالضفة.

وعزا الهدف من القمة إلى الرغبة في تقوية السلطة وفرض هيمنتها الأمنية على مقاومة شعبنا الفلسطيني، بدلًا من الانحياز إلى شعبنا، مشيرًا إلى أنّ القمة جرت في مسارين، الأول: تأجيل إجراءات الاحتلال إلى ما بعد رمضان فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان ومناقشة بناء المستوطنات، والثاني: إعطاء السلطة قوة دفع مالية وأمنية لفرض سيطرتها في مناطق الضفة ودفع السلطة لتوفير الهدوء بالضفة ومواجهة شعبنا.

وقال: إنّ "حماس ترفض هذا المشروع؛ لأنه مشروع فتنة داخل الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع السلطة مواجهة المقاومة، داعيًا السلطة إلى الخروج من مربع التنسيق مع الاحتلال، والعمل على التنسيق مع قوى المقاومة لمواجهة الاحتلال والوقوف إلى جوار شعبها.

وأوضح أبو مرزوق أنّ الاعتداءات الصهيونية بالضفة والقدس وتوسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح كانت المحرك الأساسي لمعركة سيف القدس عام 2021، مبينًا أنّ الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال حاليًّا أعمق تأثيرًا مما كان في ذلك الوقت.

ولدى إجابته عن سؤال حول خيارات عودة الهدوء، أكد أبو مرزوق أنّ الهدوء سيعود بانسحاب الاحتلال من الضفة والقدس "وما دام هناك احتلال توجد مقاومة"، موضحًا أنّ الشعب الفلسطيني أكثر الشعوب تطلعًا للحرية والانعتاق من الاحتلال، وإذا كان المجتمع الدولي يريد الهدوء فعليه دفع الاحتلال للانسحاب من أرضنا المحتلة.

اقرأ أيضًا: حماس: عملية حوارة رد طبيعي على مجزرة نابلس

وجدّد أبو مرزوق تأكيده على أنّ حركة حماس حساباتها متعلقة بشعبها، وردود أفعالها طبيعية لرد العدوان عن شعبنا ومقدساتنا، قائلًا: "على الاحتلال وقف الاعتداءات على شعبنا ووقف الاستيطان، وعليه أن يتوقع الكثير في حال استمرت هذه الإجراءات".

المصالحة الفلسطينية

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أنّ حركته منذ أكثر من 16 عامًا وهي تسعى للتوصل إلى مصالحة، لكنّ السلطة كانت خياراتها مقيّدة بالقرارات الإسرائيلية والأمريكية التي كانت تضغط عليها لعدم إنجاح المصالحة.

وأشار أبو مرزوق إلى أنّ اتفاقيات المصالحة السابقة كانت السلطة الفلسطينية تتنصّل منها، وأنّ اتفاق المصالحة الأخير المُوقّع عليه بالجزائر رفضت حركة فتح تطبيقه، واشترطت وجود حكومة تعترف بالشرعية الدولية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال أهم عوامل الانقسام ويقف ضد وحدة الشعب الفلسطيني؛ بل يريد أن تُغيّر حماس من سياستها وهذا لن يحدث، لافتًا إلى أنّ روسيا سعت من أجل تفعيل المصالحة بين حماس وفتح.

وطالب أبو مرزوق المجتمع الدولي بالضغط على السلطة الفلسطينية للدفع بإجراء الانتخابات واستفتاء الشعب الفلسطيني لاختيار قيادته، مؤكدًا أنّ حماس خيارها هو خيار شعبنا وليس خيارات الرباعية الدولية، وأنها تقف مع الانتخابات، وستحترم نتائجها، وستتعامل مع مَن يمثل الشعب الفلسطيني فيها، وتسعى إلى  وحدته وإدارة شؤونه.

أما حول زيارة وفد قيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية الأخيرة للقاهرة، أوضح أبو مرزوق أنّ الزيارة جاءت في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بالضفة والقدس، وكان الحديث مع المصريين كله عن التعاون والتنسيق المشترك معهم، مؤكدًا أنّ رد المقاومة على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية  أمر طبيعي.