خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين منتصف ليلة الجمعة تلبية لنداء المقاومين في عرين الأسود في أنحاء الضفة الغربية؛ في المدن والقرى والمخيمات، يكبرون ويهللون ويهتفون ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين التفافهم ودعمهم المستمر للمقاومين الفلسطينيين وعلى المضي قدمًا على طريق الشهادة والشهداء حتى التحرير، مؤكدين كذلك رفضهم اتفاقية أوسلو والحلول السياسية العبثية التي الحقت أشد الضرر بالقضية الفلسطينية، وكذلك لرفضهم التهديدات الأمريكية باستهداف المقاومة الفلسطينية وخاصة في نابلس وجنين.
الاحتلال الإسرائيلي تخطى الخطوط الحمراء بارتكابه المجزرة تلو الأخرى والتي كانت أشدها الأربعاء الماضي في نابلس حيث ارتقى 11 شهيدًا وجرح أكثر من مئة فلسطيني، وهذا يعني أن دولة الاحتلال تحاول قدر المستطاع تغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام في قطاع غزة مستندة إلى اعتقاد خاطئ ووهم مؤكد بأن حماس غير معنية بالتصعيد، لأن حركة حماس غير معنية بالتصعيد في حالة الهدوء ووجود أمل في تغيير الواقع الأليم في قطاع غزة والضفة الغربية، وإذا توقف الاحتلال عن ارتكاب الجرائم بحق الإنسان الفلسطيني ومقدساته ومقدراته، ولكن في ظل ارتكاب المجازر تكون الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام مدفوعة إلى المواجهة و التصعيد غير المسبوق لتضع حدًا لأوهام الحكومة الإسرائيلية وأحلام الإرهابي بن غفير وأمثاله.
صحيح أن دماء كثيرة نزفت في الضفة الغربية ولكن دماء الثورة تجددت في عروق الشباب الفلسطيني، خروج الجماهير نصرة لعرين الأسود مشهد غاب عن الساحة في الضفة الغربية مدة طويلة، الحماس والغضب الذي لمسناه من تلك الجماهير الثائرة يشير إلى أن القادم أصعب بالنسبة لدولة الاحتلال، وسوف تتحطم كل المؤامرات التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية، وسوف تفشل مخططات الإدارة الأمريكية بالإرادة الصلبة لأهلنا في نابلس وجنين والقدس وبقية الجماهير الثائرة في الضفة الغربية، وهنا لا بد أن نؤكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نجحت في تحقيق هدفها وأن رهانها على ثورة شعبنا في الضفة الغربية قد تحقق أيضًا، وبذلك تكون كل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ في غزة والضفة ومناطق 48 جاهزة للتصدي للاحتلال وإجباره على التراجع، وسوف يدرك قادة الاحتلال بأن المعادلة التي فرضتها كتائب القسام خلال معركة سيف القدس ما زالت سارية، وأن سلاحها لن يتأخر عن نصرة أهلنا في الضفة الغربية والقدس وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة دون التفات إلى تهديدات الاحتلال والمجتمع الدولي، فالحرب أصبحت قاب قوسين أو أدنى بسبب مجزرة نابلس وقبلها أريحا وجنين وبسبب فشل الوسطاء الغربيين أو غيرهم في إقناع المقاومة بأنهم فعلًا حريصون على التهدئة في المنطقة، بل ثبت بالدليل القاطع أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن غدروا بالشعب الفلسطيني، وأن الوسطاء العرب والأجانب لا يملكون أي ضمانات لضبط الاحتلال ووقف غريزة القتل لديه وأدواتها، ولذلك لا أعتقد بوجود الكثير من الخيارات أمام المقاومة الفلسطينية سوى رد الصاع صاعين وحرب تكون أشد وطأة من سيف القدس على الاحتلال الإسرائيلي.