فلسطين أون لاين

تقرير مشاركة الآباء في تدريس الأبناء تبرز دورهم وتأثيرهم التربوي

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

بمجرد بدء العام الدراسي تبدأ في بيوت الطلبة معركة "المتابعة المنزلية" وحل الواجبات، التي اعتاد مجتمعنا على أنْ تكون مهمة الأم، سواء كانت ربة منزل أو عاملة، ما يزيد الضغوط والأعباء الملقاة على عاتقها، وقد يحول المنزل لساحة صراع بين الأب والأم على مَنْ تقع عليه تلك المهمة؟

يقول إبراهيم أبو العوف إنه يتشارك مهمة تدريس الأبناء مع زوجته، لكونه يؤمن بضرورة تكامل الأدوار، وأن جميع أبنائه عليهم أن يحصلوا على فرص تعليم أفضل.

يقول إبراهيم الذي درس تخصصًا جامعيًا هندسيًا: إنه يحمل عبء تدريس أبنائه مادتيْ الرياضيات والعلوم لكونه بارعًا فيها، "على الرغم من انشغالي بالعمل الحر خارج المنزل فإنني أهتم بالمراجعة مع أبنائي، خاصة الصغار منهم".

مساندة لا نزاع

وعلى العكس تمامًا فإنّ أماني صيدم تشكو من تكفلها بمهمة تدريس أبنائها الأربعة بمفردها، إذ يرى زوجها أن ذلك الأمر ليس من شأنه، "أعود من عملي مُتعبة أريد أن ألتقط أنفاسي ولكن لا وقت لذلك، إذ أجد بانتظاري واجبات مدرسية وتحضير واختبارات عليهم الاستعداد لها".

تقول: "زوجي لا يحب أن يُتعب نفسه في تدريس الأبناء، يتركني في معمعة أعمال المنزل والتدريس ويخرج للسهر مع أصدقائه، وإنْ جلس في المنزل لا يقبل المشاركة حتى لو بجزء بسيط".

بدورها، تبين المرشدة التربوية سماح أبو زينة أن التحصيل الدراسي هو الدور والعنصر الرئيس في تحديد إنتاجية الطلبة عامة، واكتسابهم المعارف، وتحقيق طموحاتهم المستقبلية.

وتلفت أبو زينة إلى أن دور الأسرة يعد دورًا محوريًا ومكملًا تعاونيًا مع دور المدرسة فلا تكتمل العملية التربوية إلا بتضافر جهود المدرسة والأسرة معًا، قائلة: "يعتقد الكثيرون أن مهمة تدريس الأبناء مهمة تقع على عاتق الأم فقط، وهذا اعتقاد غير صحيح، فمسؤولية التدريس مهمة شاقة وتربية الأبناء مسؤولية مشتركة بينهما".

وتشدد على أن هذه المسألة ليس من المفروض أن تكون محل نزاع، "فتدريس الأبناء جزء من حياة الأب والأم على حد السواء، وهما يلعبان دورا فعالا في مساعدة أولادهما من الناحية التعليمية".

وتضيف أبو زنية: "الأم تحتاج دائمًا إلى مساندة الزوج خاصة في المراحل الدراسية التي تتطلب مجهودًا أكثر، فكل من الآباء والأمهات مسؤولون عن متابعة الأبناء دراسيًا، ومشاركة الأب يمكن أن تسد العجز في بعض الجوانب التي لا تستطيع الأم أن تغطيها وحدها".

أبعاد إيجابية

وتعتقد المرشدة التربوية أن شخصية الأب القوية يمكن أن تخلق لدى الأبناء سلوكًا قويمًا في الدراسة وشعورًا بالالتزام والتركيز أكثر، وتمنحهم شعورًا بالفخر والاعتزاز.

وتمضي بالقول: "هذا الاهتمام ينعكس على شعور الطفل بالحب والاهتمام ليشمل كل مكونات شخصيته من الصغر ويزرع في نفسه الثقة بالنفس والآخرين الأمر الذي يظهر جليًا على تحصيله الدراسي ظهورًا إيجابيًا".

وتؤكد أبو زنية أن متابعة الآباء لدراسة أبنائهم تنطوي على أبعاد إيجابية في ما يتعلق بالجانب التربوي والتعليمي والنفسي، حتى وإن كانت تلك المتابعة محدودة وفي فترات متباعدة، فهي تحقق نوعاً من الاستقرار والتوازن العاطفي والنفسي.

وتبين أن هذا التوازن يتحقق نتيجة التفاعل والمشاركة الحية مع الأبناء وغرس مبدأ التراحم والتعاون والاحترام في المعاملة، وكذلك إبراز دور الأب الفاعل وتأثيره في عملية متابعة التحصيل العلمي لأبنائه، والذي يمنحهم شعوراً بالفخر والاعتزاز.

وتلفت أبو زنية إلى أن متابعة الأهل الحثيثة في البيت أو في المدرسة، ومعرفة المرحلة العمرية ومتطلباتها الدراسية، يعين على معرفة الاحتياج في عملية المتابعة والتوجيه والتقويم الدراسي.

وتؤكد أهمية إلزام الأبناء بنظام دراسي معين، وعدم تأجيل المهمات الدراسية أو تشتيتهم بمهمات طارئة مهما كان، وتوفير متطلبات الدراسة والإمكانات المادية التي تعين الأبناء دراسياً، واتباع أسلوب المكافأة التشجيعية على الإنجاز، وضرورة الابتعاد عن العنف، وتذليل الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم في أثناء الدراسة سواء بالمدرسة أو البيت.

المصدر / فلسطين أون لاين