وصف تيم بيرنرز-لي، عالم الحاسوب البريطاني ومخترع شبكة الويب، العملات المشفرة بأنها "خطيرة" وأنها "مقامرة"، وجاءت تصريحاته في أثناء استضافته في حلقة البودكاست "بياند ذا فالي" (Beyond The Valley) على قناة "سي إن بي سي" (CNBC) الأميركية، التي نُشرت يوم الجمعة الماضي.
وفي معرض مناقشة مستقبل الويب، قال بيرنرز-لي إن العملات الرقمية تعتمد على "التخمين فقط"، وقارنها بأزمة "فقاعة الدوت كوم" مطلع القرن الحالي، عندما تضخمت أسهم الإنترنت من دون وجود أعمال قوية وراءها تدعم هذا التضخم في قيمة الأسهم.
وقال بيرنرز-لي، إنها "مجرد تخمين. ومن الواضح أن هذا الأمر خطير جدا"، وتابع "إنه مناسب بشكل أساسي للذين يريدون أن يقامروا".
ومع ذلك، رأى بيرنرز-لي أن العملات الرقمية يمكن أن تكون مفيدة للتحويلات المالية إذا تم تحويلها إلى عملة ورقية فور استلامها.
ويعود الفضل لبيرنرز-لي مع جون بروس في اختراع شبكة الويب العالمية عام 1989، لكنه كان غير راض عن الطريقة التي وصلت لها، واعتبر أن ذلك مناقض لرؤيتهما الأصلية للشبكة، إذ يتطلع بيرنرز-لي إلى إعادة تشكيل مستقبل الإنترنت من خلال شركته الناشئة "إنرابت" (Inrupt)، بهدف منح الأشخاص مزيدا من التحكم في بياناتهم.
وتحدث كلاهما إلى برنامج "بياند ذا فالي" على قناة "سي إن بي سي" في مقابلة واسعة النطاق عن مستقبل الإنترنت.
مستقبل ويب 3 (Web3)
تحدث عديد من المؤيدين عن مستقبل الإنترنت أو ما يعرف بـالـ"ويب 3″ (Web3)، وهي عبارة شاملة ليس لها معنى واضح. لكن غالبا ما يقول المؤيدون إن هذا الإصدار من الإنترنت يعمل على تقنية "بلوكتشين" (blockchain) التي ظهرت لأول مرة مع عملة البيتكوين المشفرة.
ويقول البعض إن "ويب 3" عبارة عن إنترنت لامركزي يسلب من عمالقة التكنولوجيا، مثل "فيسبوك" (Facebook) و"غوغل" (Google)، بعضا من سيطرتهم الحالية على الإنترنت.
لكن بيرنرز-لي قال إن مستقبل الإنترنت هو "ويب 3.0" (Web 3.0)، وهي نسخة مختلفة عن "ويب 3″، وهي اقتراحه الخاص لإعادة تشكيل الإنترنت.
وفي حين أن هناك عديدا من الاختلافات التي تميز "ويب 3.0" عن "ويب 3″، فإن ما يميزهما حقا هو فلسفتهما الأساسية، إذ يعطي "ويب 3" الأولوية للامركزية والأمان، بينما يركز "ويب 3.0" بشكل أكبر على الابتكار والراحة للمستخدمين.
وشدد بيرنرز-لي على أن "ويب 3.0" ليس بلوكتشين، مشيرا إلى أن تكنولوجيا البلوكتشين ليست سريعة أو آمنة بما يكفي.